· إن الأشخاص الذين تحدثوا مع بنيامين نتنياهو عشية الانتخابات العامة الأخيرة، يمكنهم كلهم أن يؤكدوا أنه كان يُعدّ نفسه، في حال انتخابه، للقيام بمهمة واحدة ووحيدة اعتبرها مهمة تاريخية للغاية، وهي تخليص إسرائيل من هول الخطر النووي الإيراني.
· غير أن نتنياهو لم يربط بين موضوع تجنيد تأييد أميركي ضد إيران وبين موضوع التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. وقد ادعى، في حينه، أن الواقع القائم في المناطق [المحتلة] هو الحل، ذلك بأنه توجد إدارة ذاتية فلسطينية كاملة، أي أشبه بالدولة.
· وقد علّق نتنياهو آمالاً كبيرة على موضوع دفع الاقتصاد الفلسطيني قدماً، ورأى أن العملية السياسية ستؤدي إلى صرف الأنظار عن الموضوع الرئيسي [الذي هو الخطر الإيراني]، وبالتالي لا لزوم لها، على الرغم من أنه كان على استعداد للاشتراك فيها من قبيل دفع ضريبة كلامية لا أكثر. ووفقاً لوجهة نظره، فإن وجود نصف مليون إسرائيلي يعيشون فيما وراء حدود 1967، وإقامة دولة "حماس" في غزة، أسقطا أي تفكير مسبق في التسوية السياسية.
· في واقع الأمر، فإنه حتى ما قبل شهر أو شهرين كانت مقاربة نتنياهو هذه تبدو ناجحة، إذ إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أظهر عجزاً ينم عن عدم الرغبة في الدفع نحو إنجاز تسوية سياسية سريعاً. لكن على حين غرّة وجد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه، مؤخراً، في مقابل رئيس أميركي يحذره قائلاً: "يا سيد نتنياهو، من أجل إنزال ضربة بإيران فإنني بحاجة إلى تسوية في فلسطين".
· وعلى ما يبدو، فإن رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، الذي كرر في عيد الفصح العبري أن شعبه سيحتفل قريباً بإقامة دولته الجديدة، والتي ستكون القدس عاصمة لها، كان يتكلم باسم أوباما، ذلك بأن كلاً منهما يعمل على تحقيق الرؤية نفسها. ولا شك في أن نتنياهو يدرك ذلك جيداً، وعليه أن يحسم قراره.