إيران لم تعد تشكل خطراً مصيرياً على إسرائيل وحدها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      تحدث في الشرق الأوسط، في الآونة الأخيرة، تحت سمعنا وبصرنا، تطورات سياسية دراماتيكية جوهرية، يمكن أن نعتبرها "فرصة تاريخية" على أكثر من مستوى، لكن من شأن إسرائيل أن تفوّتها كما جرت العادة إلى الآن.

·      إن فحوى هذه التطورات هو تدافع بضع دول عربية في الشرق الأوسط من أجل الانضمام إلى المجهود الرامي إلى كبح التسلل الإيراني إلى أراضيها. ويعني هذا أن إيران لم تعد تشكل خطراً مصيرياً على إسرائيل وحدها، وإنما أصبحت خطراً من الدرجة الأولى على الأنظمة الحاكمة في دول مثل مصر والسعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة، وفي دول شمال أفريقيا ودول إسلامية أخرى.

·      في الوقت نفسه فإن هذه الدول كلها، وفي مقدمها مصر، باتت تدرك أن هذه المعركة تلزمها بأن تتعاون فيما بينها، وأن هذا التعاون لا بُدّ أن يشمل، لأول مرة في التاريخ، إسرائيل أيضاً. ففي إمكان إسرائيل أن تساهم ليس فقط بواسطة عنصر الردع العسكري وإنما أيضاً بواسطة عنصر الاستخبارات.

·      لكن من ناحية أخرى، فإن الاحتكاك المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين من شأنه أن يفكك هذا التعاون وأن يمنح امتيازات إلى الإيرانيين. ولذا فإن المطلوب هو أن تساهم إسرائيل بدورها في هذا التعاون. وهذا ما يحاول أن يفعله المصريون في الوقت الحالي.

·      إن عملية تقارب المصالح بين إسرائيل ومصر مستمرة منذ أشهر طويلة، وذلك على الرغم من أن هذه الأخيرة لم تغير مطالبها من إسرائيل فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية، وعلى الرغم من أن الجيش المصري يواصل تعزيز قوته والتدرب على غزو سيناء مرة أخرى. وقد أصبحت عملية التقارب هذه علنية خلال الفترة القليلة الفائتة.

إن مصر تتوقع من إسرائيل أن تقوم بخطوات بسيطة توفر الأوكسجين للسلطة الفلسطينية، على غرار التعهد بتفكيك مستوطنات بعد عام أو عامين. ويؤكد المصريون أن هذا الأوكسجين ضروري من أجل المحافظة على الاستقرار في المنطقة، ومن أجل تعزيز قوة التحالف الجديد [ضد إيران]. ويتعين على إسرائيل أن تساهم بدورها في هذا الشأن، حتى لا تفوّت الفرصة السانحة أمامها. لكن تبقى المشكلة الحقيقية كامنة في أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، كما الحكومة السابقة، مقتنعة بأن الهدوء الحالي حدث بفضل قوة الردع الإسرائيلية العبقرية. بناء على ذلك، فإن احتمالات قيام إسرائيل بتفويت فرصة تاريخية أخرى تبدو كبيرة للغاية.