إسرائيل لا تزال مجتمع مهاجرين مشروخاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      على الرغم من الاحتفاء الوطني الكبير بعيد استقلال إسرائيل، وعلى الرغم من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي وبضعة رموز موحدة، إلا أن إسرائيل لا تزال مجتمع مهاجرين مشروخاً، متعدد القوميات والطوائف والثقافات، ربما أكثر من أي وقت مضى.

·      أولاً، ربع سكان الدولة ليسوا يهوداً، وخُمس السكان هم من أبناء القومية العربية. ولا شك في أن لغة العرب في إسرائيل وعالمهم وثقافتهم ومواقفهم لا تتيح لهم إمكان أن يكونوا جزءاً من "شعب إسرائيل".

·      ثانياً، هناك نحو مليون مهاجر من دول الاتحاد السوفييتي السابق، وتبرز في صفوفهم نزعات التقوقع وأحياناً الاستعلاء. هؤلاء جميعاً هم "روس" وليسوا إسرائيليين، ومن المشكوك فيه أن تتغير حالهم في المستقبل القريب.

·      ثالثاً، هناك "اليهود الشرقيون"، الذين ما زالوا فئة منعزلة ولم ينجحوا في احتلال مكانة مرموقة في صفوف النخب الإسرائيلية. ويعيش "اليهود الشرقيون"، في معظمهم، على هامش المدن والبلدات الإسرائيلية الفقيرة في الأطراف. ولا تزال نسبتهم بين نزلاء السجون مرتفعة للغاية، كما أن الطريق إلى اندماجهم في المجتمع الإسرائيلي لا تزال طويلة.

·      رابعاً، لقد أصبح الحريديم [اليهود المتدينون المتشددون] منعزلين في عالمهم أكثر من أي وقت مضى. ويبدو أن القاسم المشترك بينهم وبين اليهود العلمانيين أقل بكثير من القاسم المشترك بين هؤلاء العلمانيين وأبناء شعوب أخرى.

·      خامساً، هناك المستوطنون [في المناطق المحتلة]، الذين ينتمون إلى تيار الصهيونية الدينية ـ القومية، ويعتبرون فئة انعزالية مختلفة [عن سائر فئات المجتمع الإسرائيلي].

·      سادساً، في الإمكان أن نعتبر جيل الشباب في إسرائيل فئة جديدة. وينعكس هذا الأمر في لغتهم وفي ثقافة النوادي الليلية، التي يرتادونها، والتي لا يعرف الإسرائيليون الآخرون، في معظمهم، أي شيء عنها.