· إن الأنباء المتعلقة بحدوث تقارب بين إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما وسورية تثير الدهشة والقلق لدى أصحاب القرار في إسرائيل. وقد تساءل مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس يوم أمس: "ما الذي حدث حتى يبدأ مندوبو الإدارة الأميركية بالتدافع إلى دمشق؟ إن النظام السوري ما زال متورطاً بما يحدث للجيش الأميركي في العراق. كما أن السوريين لم يكفوا عن التدخل بدرجة كبيرة في الشؤون الداخلية اللبنانية من أجل التأثير في نتائج الانتخابات العامة المقبلة هناك".
· يبدو أن المسؤولين في إسرائيل لا يتابعون، بصورة كافية، جوهر التطورات الدراماتيكية التي طرأت مؤخراً على سياسة الولايات المتحدة الخارجية في الشرق الأوسط.
· بحسب ما يؤكد مسؤول رفيع المستوى في المؤسسة السياسية الإسرائيلية فإن أوباما معني، على ما يبدو، بأن يفي بوعده بشأن الانسحاب من العراق في غضون عام واحد، وبأن يعزز الحكومة اللبنانية الحالية، ولذا فهو بحاجة ماسة إلى [الرئيس السوري] بشار الأسد.
· إن الموقف السائد لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في الوقت الحالي هو أنه يتعيّن على إسرائيل، إذا ما كانت راغبة في أن تبقى في الصورة، أن تبادر إلى استئناف المفاوضات مع سورية، وإلا فإن المبادرة لاستئنافها ستأتي من قبل الأميركيين.
· ويعتقد المسؤولون في هذه المؤسسة أن الأسد يتوقع استئناف الوساطة الأميركية، وأنه غير معني بمحادثات غير مباشرة بوساطة تركية، وهو يؤمن بأن في إمكان الولايات المتحدة فقط أن تضطر إسرائيل إلى قبول ثمن السلام بحسب مفهومه، وهو الانسحاب الكامل من هضبة الجولان.
· في إمكاننا أن نفترض أن اللقاء المزمع عقده بين نتنياهو وأوباما سيتناول هذه المسألة أيضاً. وهناك شك كبير فيما إذا كان نتنياهو سيعرض على أوباما أن يستند اتفاق السلام بين إسرائيل وسورية إلى معادلة "السلام في مقابل السلام"، كما يقترح وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان.
· على أي حال فإن الأمر الأكيد، الذي حدث إلى الآن، هو أن عهد مقاطعة لاعبين أساسيين في الشرق الأوسط، كما كان خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، قد ولى. إن إدارة أوباما قد باشرت أصول لعبة جديدة.