قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن على العالم أن يفهم أن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين أمام محاولات الاعتداء عليها، وأنها جاهزة لتصعيد ردها.
وجاءت أقواله هذه في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، وأكد فيها أيضاً أن الحكومة تتابع عن كثب آخر التطورات التي تشهدها منطقة الحدود مع سورية، وهي مستعدة لمواجهة أي احتمال تصعيد هناك.
وتمنى نتنياهو الشفاء العاجل للجنود والسكان الذين أصيبوا بجروح جراء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وأكد أن سكان المنطقة الجنوبية يقفون بشجاعة وضبط نفس إزاء حالة غير بسيطة. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي عمل وسيعمل بحزم ضد المنظمات "الإرهابية" في القطاع، وأنه يلحق ضربات موجعة بهذه المنظمات.
هذا، واستمعت الحكومة الإسرائيلية في اجتماع أمس إلى تقريرين: الأول يتعلق بنشاطات "هيئة السايبر الوطنية" التي تم إنشاؤها قبل عام. وقال رئيس الحكومة إن إسرائيل أصبحت قوة ملموسة في عالم السايبر، وأن ما يجري التركيز عليه أساساً في هذا المجال هو الدفاع عن الدولة الحديثة، وأنه كما تم تطوير منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ قصيرة المدى، يتم تطوير منظومة "قبة حديدية رقمية" يمكنها أن تدافع عن الدولة من أي اعتداءات تُشن على منظوماتها المحوسبة.
أمّا التقرير الثاني فيتعلق بمشروع تطوير الأقمار الصناعية الذي يقوده وزير العلوم دانيئيل هيرشكوفيتس. وأكد نتنياهو أن إسرائيل أصبحت رائدة في هذا المجال أيضاً، وسوف تترتب عليه تداعيات مهمة بالنسبة إلى الاقتصاد والأمن والعلوم.
وكانت مستوطنات المنطقة الجنوبية قد تعرضت خلال اليومين الفائتين لإطلاق أكثر من 100 صاروخ وقذيفة هاون من قطاع غزة، تمكنت منظومة "القبة الحديدية" من إسقاط معظمها، وسقط جزء منها في مناطق مفتوحة، بينما سقط أحد الصواريخ بالقرب من بيوت بلدة سديروت.
وقد بدأت جولة التصعيد الحالية أول أمس (السبت) عندما أصيب 4 جنود إسرائيليين بجروح جراء إطلاق قذيفة مضادة للدبابات باتجاه سيارة جيب عسكرية بالقرب من السياج الحدودي بين إسرائيل والقطاع، ووصفت جروح أحدهم بأنها خطرة. وأعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو شن غارات على قطاع غزة الليلة قبل الماضية استهدفت موقعاً لصنع السلاح ومستودعي أسلحة وموقعين لإطلاق الصواريخ في شمال القطاع، فضلاً عن موقعين آخرين لم يتم تحديدهما.
واستمر التصعيد طوال يوم أمس (الأحد) حيث أصيب 4 أشخاص بجروح تراوحت بين طفيفة ومتوسطة جراء سقوط أحد الصواريخ في بلدة سديروت. وقام سلاح الجو بشن مزيد من الغارات الجوية على القطاع ما أسفر عن وقوع 6 قتلى وعشرات الجرحى. وتم تعطيل الدراسة في جميع مدارس المنطقة الجنوبية.
وقال مسؤولون كبار في ديوان رئيس الحكومة إن نتنياهو بدأ يهيئ الرأي العام في العالم لاحتمال شن عملية عسكرية واسعة النطاق على القطاع. وقد عقد لهذا الغرض اجتماعاً طارئاً بعد ظهر أمس (الأحد) مع رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بني غانتس، ومن المتوقع أن يعقد اليوم (الاثنين) اجتماعاً مع السفراء الأجانب المعتمدين لدى إسرائيل.
ونفت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أنباء صادرة عن حركة "حماس" فحواها أنه تم التوصل إلى هدنة بين الجانبين بوساطة مصر. لكن هذه المصادر نفسها أكدت أن إسرائيل ستلتزم الهدوء في حال التزام الفصائل الفلسطينية الهدوء.
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي يطالبون بأن تغير إسرائيل سياسة الرد على إطلاق الصواريخ من القطاع، وأساساً من خلال توسيع نطاق الغارات التي يشنها سلاح الجو، لكن يبدو أن الأحوال الجوية العاصفة لا تتيح إمكان توسيع الغارات وتجعلها محدودة.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس (الأحد)، أن إسرائيل ستقوم بشن حملة عسكرية واسعة النطاق على غزة إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك، وسيكون الهدف من ورائها هو إيصال رسالة واضحة إلى حركة "حماس" فحواها الكف مرة واحدة وأخيرة عن إطلاق الصواريخ على المنطقة الجنوبية، والكف عن تنفيذ أي عمليات مسلحة بالقرب من السياج الحدودي.