من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لعل الأمر الأهم الذي يتعين قوله بمناسبة "عيد الاستقلال" الحادي والستين لدولة إسرائيل [غداً]، هو أن الزمن لا يعمل لمصلحة إسرائيل، ما دامت هي نفسها لا تفعل شيئاً في هذا الشأن.
· صحيح أن إسرائيل ازدادت قوة على مدار الأعوام الـ 61 التي مرت منذ إقامتها، سواء على مستوى قوتها العسكرية، أو على مستوى اقتصادها وثقافتها الخاصة، إلا إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تكسر الجمود فيما يتعلق بالموضوعات الجوهرية، أي: المسألة الفلسطينية؛ المستوطنات ومسألة الحدود الشرقية؛ مسألة الدستور وتعريف الهوية الإسرائيلية بما في ذلك الفصل بين الدين والدولة؛ اندماج عرب إسرائيل؛ مركزية الجيش في حياة الدولة؛ المقاربة السياسية التي تركز على إحباط المخاطر والمبادرات بدلاً من التركيز على بث الأمل ورؤية الاحتمالات واستغلال الفرص السياسية. فهذه الموضوعات كلها بقيت على حالها، مؤجلة ومجمدة من دون أي حل أو جواب.
· صحيح أيضاً أن إسرائيل ليست الطرف الوحيد المسؤول عن هذا الوضع الشاذ، فهناك أعداء لها قريبون وبعيدون، وهم يزدادون بمرور الأعوام، غير أن الجواب عن ذلك لا يكمن في التمترس وراء الوضع القائم وتبني مقاربة المواجهة إزاء العالم كله، وإنما يكمن في تجنيد الطاقات الإبداعية التي جعلت إسرائيل مصدر تقدير خلال أعوامها الأولى.
إن الحكومة الإسرائيلية، التي تألفت مؤخراً، لا تحمل أي أمل أو بشرى تغيير. والأنكى من ذلك أنها ترفع لواء العودة إلى الوراء، سواء على المستوى السياسي المتعلق بالمسألة الفلسطينية، أو على مستوى المواقف إزاء المستوطنات، وإزاء موضوعات الدين والدولة، أو على مستوى المقاربة تجاه عرب إسرائيل، وإزاء التعامل مع الدول المجاورة والعالم كافة.