· عشية العيد [الفصح العبري] نُشرت أنباء فحواها أن هناك جدلاً حاداً بين مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن التكتيك والاستراتيجيا اللذين يتعين على الإدارة الأميركية اتباعهما، في الوقت الحالي، إزاء إسرائيل خاصة، والنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني عامة. وفي هذا الإطار ورد اسم المستشار دنيس روس، الذي قال إن على الإدارة الأميركية أن تأخذ في الاعتبار الأوضاع التي يعمل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في ظلها، ولا سيما الأوضاع الإسرائيلية الداخلية.
· ثمة أهمية كبيرة لرأي مستشار مثل روس، ذلك بأنه سبق أن تولى على مدار أكثر من عشرة أعوام (وفي ظل إدارتين أميركيتين)، المسؤولية عن إدارة المفاوضات بين إسرائيل والأطراف العربية كلها، ولذا، لا مثيل له في هذا المجال، من حيث المعرفة والخبرة. ولا يقل أهمية عن ذلك أن روس نشر ثلاثة كتب تطرق فيها بتوسع كبير إلى المهمات التي قام بها.
· في موازاة ذلك، ثمة أهمية كبيرة لدراسة تطورات الأسابيع القليلة الفائتة على صعيد العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وفقاً للمعايير التي وضعها روس في كتابه، الذي يحمل عنوان "السياسة الخارجية الأميركية في العالم والشرق الأوسط في الماضي والمستقبل"، والذي تُرجم إلى اللغة العبرية.
· فيما يتعلق باتفاقية واي ريفر، مثلاً، كتب روس، من ضمن أشياء أخرى، ما يلي: "في نهاية الأمر لن يكون هناك بُد من التنازل عن الأساطير، ولا شك في أن مثل هذا التنازل سيكون مؤلماً على الصعيدين النفساني والسياسي... ومع هذا فإنه لن يتم التوصل إلى اتفاق ما دام الإسرائيليون غير مستعدين للاعتراف بأن فكرة عدم تقسيم القدس مطلقاً، وخصوصاً القدس الشرقية، هي مجرد وهم". لقد كُتبت هذه الكلمات قبل أعوام كثيرة من تنافس باراك أوباما على رئاسة الولايات المتحدة، وهي تعكس سياسة الإدارات الأميركية المتعددة منذ سنة 1967.