شنّ حرب على غزة آخــر شيء يرغب نتنياهو فيه الآن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       على الرغم من التصعيد العسكري الذي حدث في الآونة الأخيرة في منطقة الحدود مع قطاع غزة ـ لقي ثلاثة عسكريين إسرائيليين ومدني واحد مصرعهم هناك خلال أقل من أسبوع واحد ـ فإنه من المتوقع أن تكتفي إسرائيل، في هذه المرحلة، بردة فعل محدودة. وعلى ما يبدو، فإن الجانبين، إسرائيل و"حماس"، ليست لديهما أي رغبة، في الوقت الحالي، في خوض مواجهة عسكرية واسعة أخرى على غرار عملية "الرصاص المسبوك" التي جرت في كانون الأول/ ديسمبر 2008.

·       إن السمة الجديدة للحادث، الذي وقع أول من أمس وأسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي وأحد الجنود وإصابة جنديين آخرين بجروح، كامنة في قيام حركة "حماس" بتحمّل المسؤولية عنه. فوفقاً لكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام [شاباك]، فإن الحركة تمتنع، منذ انتهاء عملية "الرصاص المسبوك"، من شنّ هجمات مباشرة على قوات الجيش الإسرائيلي أو على الأراضي الإسرائيلية. غير أن الناطقين بلسان "حماس" ادعوا، أول من أمس، أن مقاتليهم إنما قاموا بعملية دفاعية، وأن حادث إطلاق النار جرى في مواجهة قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت قطاع غزة. وبذا، فإنهم لـمّحوا إلى أن الحديث لا يدور، من ناحيتهم، على تغيير في سياستهم العامة.

·       من ناحية أخرى، ثمة قلق يساور الجيش الإسرائيلي إزاء أن تكون "حماس" تقوم بمحاولات تهدف إلى تكريس واقع جديد على طول السياج الحدودي، يتيح للفلسطينيين إمكان التعرض للدوريات العسكرية الإسرائيلية العاملة هناك من دون أن تقوم إسرائيل بالردّ عليهم.

·       إن هذا التصعيد العسكري هو أول قضية أمنية ملحة تُدرج في جدول أعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعد أن مرّ أول عام من ولايته في رئاسة الحكومة من دون تحديات أمنية كبيرة. ومع ذلك، فإن شن حرب على غزة ربما يكون آخر شيء يرغب نتنياهو فيه الآن، في ضوء الأزمة مع الأميركيين والأجواء القاسية إزاء إسرائيل في الساحة الدولية، فضلاً عن أن مطلب تخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع تكرر كثيراً خلال أحاديث جرت، في الأسابيع القليلة الفائتة، بين مسؤولين إسرائيليين وبين مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى ومندوبين من الأمم المتحدة.

·       لقد وقع حادث أول من أمس في توقيت جيد للغاية بالنسبة إلى "حماس"، إذ إنه حدث عشية افتتاح القمة العربية في ليبيا، ونجحت "حماس" بواسطته في أن تملي جدول الأعمال الإعلامي، وفي جعل نشرات الأخبار في شبكات التلفزة العربية كلها تبدأ بتقارير من غزة، وكان ذلك بمثابة تذكير بأن "حماس" التي غاب مندوبوها من القمة، لا تزال موجودة، حتى لو كانت غير معنية الآن بتصعيد شامل، شأنها في ذلك شأن إسرائيل.           

_________

 

ملاحظة: تحتجب النشرة غداً عن الصدور بسبب عطلة الصحف العبرية.