· إن وزير الدفاع الإسرائيلي رئيس حزب العمل، إيهود باراك، هو الشخص الوحيد الذي في إمكانه أن يغيّر، بين عشية وضحاها، الوضع الاستراتيجي الكئيب لإسرائيل، ومكانتها الدولية المتآكلة، وعزلتها الآخذة في التفاقم.
· ومن أجل حدوث ذلك، فإن ما يتعين عليه فعله هو إجراء محادثتين هاتفيتين: الأولى مع [رئيسة كاديما] تسيبي ليفني، والثانية مع [رئيس الحكومة] بنيامين نتنياهو.
· على باراك أن يقول لليفني ما يلي: سأحدّد لرئيس الحكومة مهلة أخيرة لتأليف حكومة إسرائيلية جديدة مكوّنة من أحزاب الليكود وكاديما والعمل، وأي خيار آخر، في الوقت الحالي، سيكون وصفة لكارثة محققة. إن إسرائيل ليست بحاجة إلى انتخابات عامة الآن، ولا بُد من إنقاذ نتنياهو من نفسه، وتوحيد صفوف القوى الصهيونية البراغماتية من أجل الحفاظ على مصالح الدولة.
· وعليه أيضاً، أن يقول لنتنياهو ما يلي: حان الوقت لاتخاذ القرارات الحاسمة، ذلك بأن الأميركيين يتحركون نحو مسار آخر، وربما يتخلون عنّا، ولا يجوز السماح بذلك. إن الطريق الوحيدة لكبح هذا المسار، سواء في مقابل [الرئيس الأميركي] باراك أوباما أو في مقابل العالم كله، كامنة في تغيير الوجهة، وطرح خطة سلام. وربما لا يوجد شريك لنا لعملية السلام، لكن عندما يقولون في العالم الآن إنه "لا يوجد شريك للسلام" فإنهم يقصدوننا نحن. من الآن فصاعداً، لم يعد في إمكاني الاستمرار في أداء دور ورقة التوت، ولذا، إمّا أن تقيم حكومة عاقلة، وإمّا أن تبحث عن وزير دفاع آخر.
· لا شك في أنه يمكن تأليف حكومة كهذه، مكونة من أحزاب الليكود وكاديما والعمل، في غضون أيام قليلة. وفي حال حدوث ذلك، فإن أول ما يتعين عليها فعله هو طرح مبادرة سلمية، وأيضاً تغيير طريقة الانتخابات.
· لكن للأسف الشديد، فإن احتمال قيام باراك بخطوة كهذه هو احتمال ضئيل للغاية، على الرغم من أنه يدرك التغيير الاستراتيجي في الولايات المتحدة، ويعرف مخططات [رئيس الوزراء الفلسطيني] سلام فياض، وسمع عن قرب مطالب أوباما والجدول الزمني الأميركي، فضلاً عن إدراكه حقيقة الأوضاع المتعلقة بمواجهة الخطر النووي الإيراني. بناء على ذلك، من المتوقع أن تستمر الحكومة في مناوراتها نفسها، والتي كانت ممكنة حتى الآن بفضل باراك.