إسرائيل تفقد سريعاً قوة الردع
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       يمكن القول إن إسرائيل تفقد سريعاً قوة ردعها في مقابل الأعداء القريبين والبعيدين. ولا شك في أن وجود حكومة ضعيفة تتكلم بعدة أصوات في الموضوعات كلها تقريباً، وخشية الجهات المعنية من لجان التحقيق المحلية والعالمية، وعدم القدرة على إيصال رسالة حازمة إلى أعداء إسرائيل فحواها أنهم سيكونون عرضة لضربة عسكرية قاسية في حال قيامهم بإلحاق أي ضرر بالسكان المدنيين ـ أمور كلها حوّلت إسرائيل إلى دولة يمكن نشر آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية الموجهة إليها، بل يمكن إطلاقها عليها ذات يوم.

·       إن فقدان قوة الردع يبدأ من خلال أحداث صغيرة، فمثلاً في آب/ أغسطس الفائت وفي إثر مقتل أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود الشمالية بنيران أحد قناصة الجيش اللبناني [حادثة العديسة]، قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف بضع منشآت تابعة للجيش اللبناني، في حين أنه كان يتعين على حكومة تحترم نفسها أن ترد على هذه العملية الاستفزازية بضربة عسكرية قاسية تجعل الحكومة اللبنانية تفكر ملياً في موضوع تعاونها العلني والسري مع حزب الله. وفي رأيي، فإن سلاح الجو يملك الوسائل الكفيلة بتوجيه مثل هذه الضربة، لكن يبدو أن الحكومة الإسرائيلية أصبحت تخشى حتى من ظلها.

·       إن إسرائيل تخصص أموالاً طائلة لتطوير منظومات أسلحة حديثة يُعتبر جزء منها متميزاً على مستوى العالم كله، لكن لا بُد من القول إن ثمة شكاً كبيراً فيما إذا كانت ستُقدم على استعمال هذه الأسلحة في حال سقوط صواريخ على مراكز السكان المدنيين.

في ضوء ذلك، فإن إسرائيل لم تعد تشكل عنصراً يُخشى منه في الشرق الأوسط. ولا عجب في أن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أطلقت هذا الأسبوع حملة إعلامية شعارها "فلنجهّز الملاجئ المحصنة"، إذ يبدو أننا سنجلس فيها فترة طويلة في حال اندلاع حرب في المستقبل.