الإدارة الأميركية أو الرباعية الدولية سيطرحان خريطة الحدود الجديدة بين إسرائيل وفلسطين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       جاء وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ووزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس إلى القدس في محاولة لجس نبض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وغادرا وهما في بلبلة أكبر من التي كانا فيها قبل مجيئهما. كان من الصعب عليهما أن يقررا مَن يصدقان: رئيس الحكومة الذي استقبلهما ببشاشة ووعدهما بأنهما إذا جعلا الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتراجع عن موقفه من قضية المستوطنات، فإنه سيدعوهما، خلال عام، إلى حضور حفل توقيع اتفاق الحل النهائي، أم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي وبخهما بفظاظة وقال لهما إنه لا يوجد أحد يصدق أنه يمكن التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين خلال الجيل الحالي إلاّ المغفل.

·       هل ليبرمان شخص همجي يمسك بنتنياهو في نقطة ضعف حساسة، أم أن الأمر برمته لم يكن سوى عرض مسرحي الهدف منه هو البرهنة أمامهما على ما ينتظر نتنياهو المسكين إذا ما تجرأ على تمديد تجميد الاستيطان؟ مهما يكن الأمر، فإن نتنياهو يخرج رابحاً من كل مناسبة يرتكب فيها وزير الخارجية عملاً مروّعاً. إن نتنياهو يستفيد من حالة الشك التي تصوره على أنه ربما يواجه فعلاً مشكلات في البيت، وهذا الشك يسهّل على مستشار البيت الأبيض دنيس روس مهمة إقناع أوباما بتقديم مغريات إلى نتنياهو، بما فيها ضمانات أمنية ودبلوماسية.

·       غير أن المسؤولين في ديوان رئيس الحكومة يعرفون أن الأميركيين ليسوا ساذجين، وهم لا يبددون ذخيرة باهظة التكلفة في مقابل الحصول على بضعة أسابيع إضافية من تجميد الاستيطان، إذ إن أحداً لا يصدق أن نتنياهو وعباس سيتوصلان خلال شهرين أو ثلاثة أشهر إلى أي تفاهم بشأن أي من الموضوعات الجوهرية. فما الذي من المفترض أن يحدث خلال الـ 60 - 90 يوماً، وماذا سيحدث في اليوم التالي؟

·       بناء على معلومات وصلت إلى القيادة السياسية في القدس، فإن إدارة أوباما تطالب بأن تكون قضية الحدود هي البند الأول في المفاوضات. فالاتفاق على تعديلات على الخط الأخضر سيزيل صداع التجميد دفعة واحدة وإلى الأبد. وإذا لم يتمكن الطرفان [الفلسطيني والإسرائيلي] من التوصل إلى تفاهم بشأن خط الحدود الجديد بحلول نهاية السنة الحالية، فإن الولايات المتحدة، أو الرباعية الدولية، ستضعان خريطتهما الخاصة على الطاولة. ومن المنطقي الافتراض أن الخريطة لن تكون مختلفة في جوهرها عن الصيغة التي عرضها زوج وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبل عشرة أعوام بالضبط: تسليم 94% ـ 96% من أراضي الضفة إلى [دولة] فلسطين، وتبادل أراضٍ على أساس المساواة.

من البديهي أن حكومة نتنياهو لن تصمد أمام "قرارات" كهذه. هذا ما يفهمه أيضاً عباس ونظراؤه في جامعة الدول العربية، وهذا هو السبب الذي حدا بمؤتمر وزراء الخارجية الذي عُقد في ليبيا في نهاية الأسبوع الفائت إلى عدم قلب الطاولة بسبب قضية التجميد. إذ من الأفضل للوزراء أن يقلبها أوباما على رأس نتنياهو. وليس عبثاً أنهم منحوا الرئيس الأميركي شهراً لحل الأزمة، فهذا الموعد ينقل أوباما إلى الجانب الآخر من انتخابات الكونغرس [ما بعد الانتخابات]، وهم يأملون بأن ينقله إلى جانبهم.