استأنف رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس جهوده الرامية إلى توسيع الائتلاف الحكومي، وبدأ، في إثر لقاء سري عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالعمل من وراء الكواليس على إقناع رئيسة حزب كاديما عضو الكنيست تسيبي ليفني بالانضمام إلى الحكومة لمساعدة رئيسها على دفع العملية السياسية [مع الفلسطينيين] قدماً.
وقد التقى نتنياهو وبيرس سراً أول من أمس (الاثنين) خلال عشاء استمر ثلاث ساعات، وذلك بعد مرور فترة طويلة نسبياً لم يُعقد خلالها أي لقاء بين الاثنين. وفي أثناء هذا اللقاء قام كلاهما بتحليل الأوضاع السياسية الحالية والتحديات الماثلة أمام إسرائيل، ولا سيما في مقابل الولايات المتحدة، كما ناقشا موضوع تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات. وعُلم أن نتنياهو طلب من بيرس أن يساعده في إقناع كاديما بالانضمام إلى الحكومة.
ووفقاً لتقديرات عدد من كبار الوزراء في حكومة نتنياهو فإن من المتوقع أن تحدث في غضون الأشهر القليلة المقبلة تغييرات في تركيبة الحكومة، وذلك في ضوء احتمال استقالة وزراء حزب العمل منها. وقال أحد هؤلاء الوزراء: "في حال حدوث ذلك، فمن الواضح أن نتنياهو سيحاول أن يضم كاديما إلى حكومته، غير أن احتمالات انضمام كاديما تبدو ضئيلة للغاية، ولذا، فإنه سيضطر إلى الاكتفاء بحكومة ذات قاعدة ائتلافية ضيقة".
من ناحية أخرى، فإن وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان يؤكد، في جلسات مغلقة، أن ليفني لن تنضم إلى حكومة نتنياهو، وأن حكومة ضيقة لن يكون في إمكانها البقاء أكثر من عام واحد. ويقدّر بعض الوزراء أن التصريحات المتطرفة التي بدأ ليبرمان بإطلاقها في الآونة الأخيرة تهدف إلى تهيئة الأجواء لمرحلة ما بعد استقالة وزراء حزب العمل والتي ستكون بمثابة إشارة إلى بدء التنافس بشأن زعامة معسكر اليمين في إسرائيل. ويؤكد هؤلاء الوزراء أنفسهم أن الخطوات الأخيرة التي أقدم نتنياهو عليها [مثل تعديل قانون المواطنة، وتأييد قانون الاستفتاء العام المتعلق بالانسحاب من مناطق تعتبر جزءاً من إسرائيل بموجب القانون الإسرائيلي] تُعتبر محاولة لتعزيز مكانته في مقابل ليبرمان لدى معسكر اليمين.