· يمكن القول أننا عرفنا بضعة أمور مهمة من الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الاثنين) في الكنيست في مناسبة افتتاح دورته الشتوية. أول هذه الأمور هو أن نتنياهو مستعد للاستمرار فيما يسميه "تعليق" أعمال البناء في المناطق [المحتلة]، أي أنه ينظر إلى المشروع الاستيطاني برمته باعتباره أداة يمكن استعمالها في سياق المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
· ثاني هذه الأمور هو أن خطاب نتنياهو لـمح إلى أنه لن يتوانى عن القيام بأي شيء من شأنه عرقلة المفاوضات مع الفلسطينيين منذ الآن، ذلك بأنه لم يولد بعد ذلك الزعيم الفلسطيني الذي يمكنه أن يوافق على مطالب إسرائيل قبل أن يعرف جوهر الموضوعات التي سيتم التفاوض بشأنها مثل الحدود والدولة الفلسطينية العتيدة.
· وتجدر الإشارة إلى أن اتفاقيتَي السلام اللتين وقعتهما إسرائيل مع مصر والأردن لم تتضمنا أي إشارة إلى إسرائيل باعتبارها دولة قومية للشعب اليهودي، ولذا، فإن الاستنتاج المطلوب من ذلك هو أن نتنياهو يبحث عن أي ذريعة كي يدفع الفلسطينيين نحو مواقف الرفض. ولا شك في أن هذا السلوك من شأنه أن يفاقم عزلة إسرائيل في العالم كله.
إن موعد الحسم سيكون على ما يبدو في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، أي غداة الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي. ويأمل [رئيس السلطة الفلسطينية] إذ سيطلب محمود عباس من [الرئيس الأميركي] باراك أوباما بأن يقوم بفرض تسوية على إسرائيل، في حين أن نتنياهو يأمل بأن يصدّ مثل هذه التسوية بمساعدة أصدقاء إسرائيل في الكونغرس الذي من المتوقع أن يصبح [في إثر الانتخابات النصفية] ذا أكثرية جمهورية معارضة لأوباما وسياسته.