أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من على منصة الكنيست أمس (الاثنين) أنه في حال قيام القيادة الفلسطينية بالقول لشعبها بصورة لا تقبل التأويل أنها تعترف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي فإنه سيكون على استعداد لعقد اجتماع لحكومته، ولأن يطلب منها الموافقة على تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات فترة أخرى. ومع هذا، فإن مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة السياسية الإسرائيلية أكدت أن اقتراح رئيس الحكومة هو مجرد مناورة، ذلك بأن "احتمال أن يوافق الفلسطينيون عليه في هذه المرحلة من المفاوضات يكاد يكون معدوماً".
وكشف نتنياهو، في سياق خطابه الذي ألقاه في مناسبة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست الإسرائيلي، أنه قام الشهر الفائت بإرسال اقتراحه هذا إلى الفلسطينيين موضحاً أنه "مثلما يتوقع الفلسطينيون منّا أن نعترف بالدولة الفلسطينية [التي ستُقام] باعتبارها دولة قومية لهم، فإن من حقنا أن نتوقع منهم اعترافاً بالدولة اليهودية باعتبارها دولة قومية لنا، غير أنني لا أضع هذا الاعتراف شرطاً مسبقاً للمفاوضات، ونحن سنذهب إلى المفاوضات في الأحوال كافة".
وأكد نتنياهو أن "الفلسطينيين لم يردوا حتى الآن على اقتراحه هذا"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "الولايات المتحدة تطرح اقتراحات متعددة، ونحن بدورنا نقوم بدراستها بصورة جادة للغاية". من ناحية أخرى، اعترف رئيس الحكومة بأن اعتبارات الحفاظ على سلامة ائتلافه الحكومي تؤثر فيه بصورة حاسمة في سياق إدارة الاتصالات السياسية.
وكما كان متوقعاً فإن الفلسطينيين رفضوا اقتراح نتنياهو جملة وتفصيلاً. وقال نمر حمّاد، المستشار السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه "لن يكون هناك فلسطيني واحد يقبل مطلب نتنياهو بشأن الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي".
وقد قال مصدر رفيع المستوى في حزب الليكود أن اقتراح نتنياهو هو مجرد مناورة تهدف إلى تحميل الفلسطينيين المسؤولية عن وقف المفاوضات المباشرة، موضحاً أن الاقتراح يؤدي في وقت واحد "إلى إبعاد التجميد والمفاوضات على حدّ سواء".
وهاجمت رئيسة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة كاديمـا] في خطابها رئيس الحكومة وخاطبته بالقول: "لا أفهم لماذا تفضل خوض مواجهة مع الولايات المتحدة على خوض مواجهة مع الائتلاف الحكومي. إن الأيديولوجيا الوحيدة التي في جعبتك هي قولك للعالم كله أن لديك مشكلات سياسية".