ليفني وباراك يتسابقان على أصوات المقترعين المحسوبين على اليسار الإسرائيلي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

شرع كل من رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني، ورئيس حزب العمل وزير الدفاع إيهود باراك، في التسابق على أصوات المقترعين لقوى اليسار الذين يؤيدون العملية السلمية. وتحتل مبادرة السلام العربية، التي تدعو إلى انسحاب إسرائيلي كامل من المناطق [المحتلة] في مقابل إنهاء النزاع مع الدول العربية جميعها، مكاناً مركزياً في الخلاف بينهما.



ويقترح باراك أن تخوض إسرائيل المفاوضات السياسية على أساس المبادرة العربية، كي يصبح من السهل على الفلسطينيين والسوريين التوصل إلى حلول وسط وتقديم تنازلات، مفترضاً أيضاً أن الجمهور الإسرائيلي سيكون على استعداد لتقديم تنازلات في مقابل سلام شامل.



ويؤيد هذه المقاربة أيضاً رئيس الدولة شمعون بيرس، على الرغم من أن منصبه يمنعه من أن يكون طرفاً في الجدل السياسي. ويقول المقربون من باراك وبيرس إنهما ينسقان فيما بينهما، ويكثران من تبادل الآراء والتعاون.



ولا تعارض ليفني المبادرة العربية، لكنها تعتقد أنه يجب تركيز الجهود على المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وهي تستخف بمبادرة باراك الجديدة، وقالت في محادثات مغلقة: "إنه يحاول إيجاد أجندة سياسية لنفسه ولحزب العمل، فإذ به يُشهِر المبادرة العربية".



غير أن ليفني أيضاً لا تهمل الساحة الإقليمية. ففي 12 تشرين الثاني/ نوفمبر ستذهب إلى نيويورك للمشاركة في قمة الحوار بين الأديان التي دعا إليها كل من العاهل السعودي الملك عبد الله والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. إن الملك هو الذي صاغ مبادرة السلام العربية، وهو الذي يقودها. وقد رفض مكتب ليفني التطرق إلى رحلة ليفني.



ولا تبدي ليفني أيضاً حماسة للاكتشاف المتأخر للمبادرة العربية، وهي تتمسك بمواصلة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وفي مناقشات جرت خلال الأيام القليلة الفائتة ذكّرت الحضور بأنها دعت الدول العربية قبل عامين إلى البدء بـ "التطبيع على مراحل" مع إسرائيل، وذلك في إبان المفاوضات مع الفلسطينيين، وإلى عدم الانتظار حتى نهايتها. وقد بحثت ليفني هذا الموضوع خلال العام الفائت، مع عدة مسؤولين عرب رفيعي المستوى، وقد قالوا جميعهم إن مفتاح عملية السلام يكمن في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.