اقتراح تسوية أميركية ـ إسرائيلية يوقّع أوباما بموجبها رسالة التعهدات التي بعثها بوش لشارون
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ثلاثة أسباب جيدة تبرر مواصلة البناء في الضفة الغربية: الأول هو الصدقية، كونه تعهد باستئناف البناء في خريف هذا العام، وإذا لم يفعل ذلك فإنه سيفقد صدقيته في إسرائيل وخارجها؛ الثاني هو البقاء في السلطة، ذلك بأن تجميد البناء من شأنه أن يعزز مكانة [رئيس حزب "إسرائيل بيتنا] أفيغدور ليبرمان وينفّر حزب شاس، ويعزل نتنياهو عن قواعد نفوذه في أوساط اليمين؛ الثالث هو المنطق، ذلك بأن [رؤساء الحكومات السابقين] يتسحاق رابين وإيهود باراك وإيهود أولمرت كانوا جميعاً يبنون في الضفة الغربية في أثناء عملية السلام.

·       غير أن لدى نتنياهو أيضا ثلاثة أسباب وجيهه تبرر تجميد البناء في الضفة الغربية: الأول هو باراك أوباما، فإذا لم يتعاون مع أوباما، فإن الولايات المتحدة ستدعم تسوية قسرية تعيد إسرائيل إلى خطوط 1967 عبر عملية سريعة وخطرة ربما يكون لها عواقب وخيمة؛ الثاني هو باراك أوباما أيضاً، فإذا دخل نتنياهو في مواجهة شاملة مع الرئيس، فإن الولايات المتحدة لن تقف إلى جانب إسرائيل عندما تحين لحظة الحقيقة الإيرانية؛ الثالث هو باراك أوباما أيضاً وأيضاً، فإذا أهان نتنياهو الرئيس، فإن الولايات المتحدة ستتخذ موقف المتفرج عندما تتهاوى شرعية إسرائيل في الساحة الدولية وتصبح دولة منبوذة.

·       المشكلة إذاً عويصة، والشَّرَك حقيقي. إن إصرار نتنياهو على مسألة غير حيوية يعرّض مصالح إسرائيلية حيوية للخطر. وبعد أسابيع طويلة من المداولات بين واشنطن والقدس، لم يتم حتى الآن إيجاد الفكرة الخلاقة التي ستُخرج عملية السلام من الوحل وتمنع حدوث صدام أميركي ـ إسرائيلي خلال الشتاء المقبل.

·       الفكرة الخلاقة التي أود طرحها في هذا المجال هي: في مقابل تجميد البناء في الضفة الغربية 60 يوماً، تجدد الولايات المتحدة التزامها بالرسالة التي بعثها الرئيس [الأميركي السابق] جورج بوش في نيسان/ أبريل 2004 إلى [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] أريئيل شارون في مقابل الانفصال عن قطاع غزة. وتتضمن الرسالة تعهداً غامضاً بأنه عندما يتم السلام، فإن الكتل الاستيطانية ستبقى في يد إسرائيل، ولن يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى داخل إسرائيل.

·       عندما كان نتنياهو زعيماً للمعارضة، كان يقلل من شأن هذه الرسالة. وعندما أصبح رئيساً للحكومة، فهم أهميتها وطلب من أوباما الوفاء بها، وقد رفض أوباما ذلك. والآن سنحت فرصة ذهبية لبلورة صفقة أميركية ـ إسرائيلية قادرة على إحداث اختراق: أن توافق إسرائيل على طلب إدارة أوباما بشأن التجميد، وأن تتبنى إدارة أوباما رسالة الرئيس بوش حرفياً.

·       بناءً على هذه الصيغة، سيكون نتنياهو رابحاً في جميع الأحوال. فإذا وافق أوباما، فإن إسرائيل ستكسب إنجازاً مهماً من شأنه أن يحسن وضعها في الساحة الدولية وفي مفاوضات الوضع النهائي، أما إذا رفض، فإن المواجهة بينه وبين إسرائيل لن يكون موضوعها ألف منزل في المناطق [المحتلة]، وإنما صدقية الولايات المتحدة. وبدلاً من أن يكون نتنياهو هو الرافض، سيصبح أوباما هو الرافض. وعندما يرى العالم أن رئيساً أميركياً حالياً يتنكر لتعهد قطعه رئيس أميركي سابق واعتمده مجلسا الكونغرس بأغلبية كبيرة، فإن إسرائيل آنذاك، ستنتقل من موقع الدونية الأخلاقية إلى موقع الرفعة الأخلاقية.

لقد حان الوقت كي تتحلى واشنطن والقدس بالذكاء وتعالجا قضيتَي الصدقية والتجميد في وقت واحد. من المعروف أن أوباما لا يطيق بوش، وأن نتنياهو لا يكنّ الإعجاب لشارون، لكن الصيغة الوحيدة التي من شأنها إنقاذ أوباما ونتنياهو هي صيغة بوش ـ شارون.