إسرائيل تنظر برضا إلى المواجهة بين مصر وحزب الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      لا شك في أن إسرائيل تنظر برضا معين إلى ما يحدث بين مصر وحزب الله، على الرغم من أن الطرفين حريصان على أن تبقى المواجهة بينهما على نار هادئة. إن هذا من شأنه أن يزيد حجم التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر فيما يتعلق بعمليات تهريب الأسلحة إلى غزة، وأن يملي استمرار البرود الذي تبديه مصر إزاء غزة.

·      إن المواجهة بين الطرفين احتدت، على نحو خاص، في إثر الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، نهار الجمعة الفائت، والذي اعترف فيه لأول مرة، أن ناشطين تابعين للحزب يعملون في الأراضي المصرية. صحيح أن نصر الله تطرّق إلى تأليف حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، غير أنه كان من الواضح لجميع الذين استمعوا إلى خطابه أن العدو الحقيقي، الذي يوجه السهام إليه، هو النظام المصري.

·      لقد بدأ نصر الله بتوجيه إهانات ضمنية إلى [الرئيس المصري] حسني مبارك منذ حرب لبنان الثانية في صيف سنة 2006، وذلك عندما تبين له أن المصريين يضغطون من وراء الكواليس على حكومة إيهود أولمرت كي تواصل هجماتها العسكرية على حزب الله، وقد تصاعدت حدة الهجوم في أثناء عملية "الرصاص المسبوك" ضد غزة في كانون الثاني/ يناير الفائت. إن ما يتبين الآن هو أن حزب الله مضى إلى ما هو أبعد من ذلك، بواسطة تفعيل خلية تابعة له في مصر.

·      لعل ما يتعين علينا أن نلتفت إليه هو أن ردة الفعل المصرية لا تزال مترددة، على الرغم من الخطوات الميدانية القاسية، فلم تصدر حتى الآن تصريحات في هذا الشأن، لا من الرئيس المصري، ولا من وزير الخارجية، ولا من أي مسؤول مصري آخر رفيع المستوى.

·      وثمة احتمال في أن تؤثر هذه المواجهة في الانتخابات النيابية في لبنان أيضاً، والتي ستجري بعد شهرين. ويجب أن ننتظر كي نرى كيف سيرد الناخبون اللبنانيون على هذه القضية التي تثبت سيطرة إيران على حزب الله، وتخلق توتراً كبيراً بين بيروت والقاهرة.