من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن نظرة إلى الأجواء التي تسود البلاد العربية، بالتزامن مع عقد مؤتمر القمة العربية في الدوحة [قطر]، تجعل من غير المجازفة القول إن السلام الشامل [الإسرائيلي ـ العربي] بات تطلعاً بعيد المنال، وليس بسبب إسرائيل فقط.
· فهل يتخيل أحد أن يعقد العراق، الذي يخضع لإملاءات إيران، سلاماً مع إسرائيل لمجرد توقيعها اتفاق سلام مع الفلسطينيين؟ أو أن يوافق لبنان، الذي يملي حزب الله سياسته العامة عليه، على سلام مع إسرائيل في حال توصلها إلى اتفاق سلام مع سورية؟ وهل يتخيل أحد أن يسارع السودان الأصولي إلى مصافحة بنيامين نتنياهو؟ وما الذي سيعرضه الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة؟ حتى دول الخليج ستجد صعوبة كبيرة في اتخاذ سياسة موحدة إزاء إسرائيل، إذا ما تطلب الأمر ذلك.
· إن التصوّر الذي كان "الشرق الأوسط" بموجبه ينتظر اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وسورية كي يسير في اتجاه القدس من أجل عقد سلام معها، هو تصوّر ملائم لزمن كان فيه هناك شرق أوسط فعلاً، لا مجموعة دول عربية متفرقة، كما هي الحال الآن.
· على الرغم من ذلك، لا يمكن القول أن مبادرة السلام العربية قد انتهت بسبب فقدان الإجماع العربي عليها. لكن في الوقت نفسه، يمكن استيعاب درس سياسي جديد فحواه أن السلام المنفرد بين إسرائيل والفلسطينيين، أو بين إسرائيل وسورية ولبنان، هو مصلحة حيوية لإسرائيل، حتى لو لم ينضم اليمن والسودان وليبيا والجزائر إلى اتفاق سلام معها، غداة حدوث ذلك.
· إن السؤال الذي يتعين أن يكون مطروحاً على الحكومة الإسرائيلية المقبلة وعلى منتقديها، هو ليس ما الذي كان سيحدث لو أن إسرائيل تبنت مبادرة السلام العربية، وإنما كيف يمكن دفع المفاوضات مع الفلسطينيين وسورية قدماً، مع الافتراض أن لا وجود لمبادرة كهذه. إن هذه المقاربة الواقعية هي المطلوبة في الوقت الحالي، بدلاً من الجدل العقيم بشأن ما الذي تنطوي، أو لا تنطوي مبادرة السلام العربية عليه، وبدلاً من فانتازيا السلام الشامل [مع الدول العربية كافة].