"استراتيجيا الضاحية": مصطلح جديد في الخطاب الأمني الإسرائيلي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       يبدو أن مصطلح "استراتيجيا الضاحية" مقدّر له أن يتجذر في الخطاب الأمني الإسرائيلي، من الآن فصاعداً. إن المقصود بهذا المصطلح هو الضاحية الجنوبية، الحي الشيعي في بيروت، والذي ألحق طيارونا الدمار به خلال حرب لبنان الثانية، في صيف 2006.

·       لقد أدلى اللواء غادي أيزنكوت، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، في سياق مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الجمعة الماضي، بتصريحات في هذا الشأن فيما يلي أهم ما ورد فيها: في الصدام المقبل مع حزب الله لن نحمل أنفسنا عناء اصطياد عشرات آلاف منصات إطلاق الصواريخ، ولن نسفك دماء جنودنا في محاولات السيطرة على "المحميات الطبيعية" [تدعي إسرائيل أنها قواعد عسكرية لحزب الله]، وإنما سندمر لبنان عن بكرة أبيه، ولن نرتدع من احتجاجات العالم. سنقضي على القرى الشيعية الـ 160، التي أصبحت قاعدة للجيش الشيعي، ولن نرعوي عن المس بالبنى التحتية للدولة اللبنانية، التي بات حزب الله هو الحاكم الفعلي لها.

·       لا تُعتبر هذه التصريحات زلّة لسان هوجاء لضابط عسكري رفيع المستوى، وإنما استراتيجيا جديدة مقرّة. وفي واقع الأمر، فإن إسرائيل لم تتبنّ "استراتيجيا الضاحية" إزاء لبنان كله سابقاً، بسبب تمسكها بمقاربة تميّز بين "لبنانيين أشرار" و"لبنانيين أخيار". غير أن لبنان أصبح في نظر إسرائيل، في الوقت الحالي، موقعاً إيرانياً متقدماً. ومن وجهة النظر الجديدة للإستراتيجيين الإسرائيليين فإن لبنان كله هو عدو لإسرائيل. وأعتقد أن التغيير في الموقف الإسرائيلي راجع إلى إدراك القادة الإسرائيليين أنه يتعين تحميل لبنان كله وزر ما يفعله قادته.

·       من الناحية العملية في إمكاننا القول إن جميع الفلسطينيين في غزة هم خالد مشعل، وإن اللبنانيين كلهم هم حسن نصر الله، وإن الإيرانيين كلهم هم محمود أحمدي نجاد. ومن المنطقي الافتراض أننا لو اتبعنا "استراتيجيا الضاحية" مباشرة بعد الانسحاب من لبنان لكنّا وفّرنا مشكلات كثيرة على أنفسنا.