فُتحت يوم الثلاثاء أمام الجمهور ملفات سرية خاصة بلجنة أغرانات، وذلك بعد 35 عاماً تقريباً من تشكيل اللجنة التي كلفت بالتحقيق في اندلاع حرب يوم الغفران [حرب تشرين 1973] وبدراسة سلوك المستويات العسكرية والسياسية خلال الحرب. فقد أفرج أرشيف الجيش الإسرائيلي عن إفادات 20 من الشهود، بينهم رئيس الوزراء السابق أريئيل شارون ووزير الدفاع الأسبق موشيه دايان. وتعيد إفادة الأخيرين إلى الأذهان قضايا برزت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة [تموز / يوليو 2006].
في معرض رد شارون على سؤال بشأن تحركات فرقته العسكرية خلال يومي 7 و 8 تشرين الأول أكتوبر 1973 ـ كان قائداً لفرقة الاحتياط المدرعة 143 ـ وجه الانتقاد إلى رئيس هيئة الأركان العامة الذي كان يحارب معه في ذلك الوقت. وقال شارون في شهادته: "أردت التأكيد على أمر برز طوال فترة الحرب وألحق ضرراً فادحاً بإدارة الحرب، وهو غياب القادة عن الميدان. خُذوا مثلاً يوم 8، عندما كان هناك فرقتان في الميدان. كان يُفترض بقائد المنطقة أن يكون موجوداً، هو أو نائبه، شخص ما كي ينسق بين القوات. لقد ارتُكبت عدة أخطاء لأن هذا الأمر لم يحدث". ووصف شارون الارتباك الواسع النطاق الذي ساد خلال تلك الفترة بقوله إنه تكون لديه انطباع بأنه "لم تكن هناك صورة واضحة عما كان يجري في الميدان".
أما إفادة وزير الدفاع في حينه موشيه دايان فتعيد إلى الأذهان الانتقاد الذي وُجه إلى القيادة فيما يتعلق بحرب إسرائيل الأخيرة مع حزب الله. فقد أوضح دايان في إفادته أن قراره بعدم استدعاء جنود الاحتياط عشية الحرب استند إلى تقرير للاستخبارات أُعدّ قبل اندلاع الحرب بخمسة أشهر. وقال في إفادته:"كنا واثقين إلى حد بعيد بقدراتنا على صد الضربة الأولى... وشعرنا أن قدراتنا، جنبا إلى جنب مع القوات الجوية، من شأنها أن تكون كافية لصدهم". ومما ذكره دايان في إفادته، موضحاً تردده في استدعاء قوات الاحتياط البرية: "لم يكن بإمكاننا التأكد من أن حرباً ستنشب استناداً إلى ما شهدناه".
ملفات لجنة أغرانات تشير إلى مشكلات عسكرية مستديمة
تاريخ المقال
المصدر