قواسم مشتركة بين حرب يوم الغفران وحرب لبنان الثانية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       هناك العديد من أوجه الشبه بين إفادات كبار المسؤولين الإسرائيليين أمام لجنة أغرانات [لجنة التحقيق الإسرائيلية الرسمية في نتائج حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]، والتي سمحت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بكشف النقاب عن بعضها أمس، وبين إفادات كبار المسؤولين بشأن الصدمة الأحدث والأقل حجماً التي تعرضنا لها خلال حرب لبنان الثانية [في صيف 2006].

·       عدد من الادعاءات التي أثيرت في سنة 1973 تبدو مألوفة وأثيرت بعد الحرب الأخيرة، كالخطط العملانية التي لم تكن تمت بأي صلة إلى الواقع، والأوامر العسكرية المتناقضة، بل وحتى النقد الذي وُجِّه لكبار القادة العسكريين الذين أداروا الحرب بعيداً عن أرض المعارك، على الرغم من أنه لم تكن هناك شاشات إلكترونية كبيرة في سنة 1973. غير أن هناك فارقاً جوهرياً بين الحربين. فقد بدأت حرب يوم الغفران بهجوم شنته مصر وسورية، وكان بمثابة مفاجأة مطلقة. أمّا حرب لبنان فإن إسرائيل هي التي فاجأت نفسها عندما قررت الحكومة أن تخوضها، من دون أن تدرك أبعاد تصويتها في يوم 12 تموز/ يوليو 2006.

·       هناك قاسم مشترك آخر بين الحربين، هو الاستخفاف بالخصم. لقد افترضنا، في حرب 1973، أن المصريين لن ينجحوا في عبور قناة السويس، حتى ولو كانت القوات الإسرائيلية المرابطة في المواقع العسكرية المحاذية قليلة العدد. وفي حرب 2006 اعتقدنا أننا سنعيد لبنان "20 عاماً إلى الوراء" [بحسب التصريح الذي أدلى رئيس هيئة الأركان العامة، دان حالوتس، به بعد ساعتين من عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين في منطقة الحدود الشمالية]، وراودنا الأمل بأن نجعل حزب الله يخرّ راكعاً على ركبتيه.

·       ثمة استنتاج آخر يمكن التوصل إليه وهو أن وقف إطلاق النار في الحربين كان بمثابة شرارة أدت إلى اندلاع حرب الكل ضد الكل في الجبهة الإسرائيلية الداخلية. وتظهر الوثائق المتعلقة بحرب يوم الغفران وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت، موشيه ديان، كمن يلقي المسؤولية على عاتق رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك، دافيد إلعازار، الذي يردّ بدوره التهمة عنه، ويحملها إلى غيره. وهذا ما حدث أيضاً خلال حرب لبنان الثانية، وإن بصورة أقل فظاظة. فمن الناحية الرسمية حرصت المؤسسة السياسية الإسرائيلية، هذه المرة، على تقديم الدعم الكامل للجيش. غير أنه منذ زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إلى قيادة المنطقة الشمالية، قبل انتهاء الحرب بأسبوع، وحتى المقابلة الوداعية، التي أدلى بها لصحيفة "يديعوت أحرونوت" في الأسبوع الماضي، ألقيت المسؤولية عن إخفاقات الحرب على عاتق القادة العسكريين.