· إن كل يوم يمر منذ إعلان إسرائيل (قبل نحو شهر ونصف شهر) وقف إطلاق النار من جانب واحد في غزة، هو تفويت للفرصة التي ترتبت على نجاح عملية "الرصاص المسبوك". كما أنه يعيدنا إلى الواقع الصعب الذي كان قائماً قبل 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008 [يوم بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة]، وربما قبل ذلك أيضاً. إذ بينما كنا في ذلك الوقت نعيش على أمل أن تبادر إسرائيل إلى عملية عسكرية هجومية، فإننا الآن نواجه علامات تدل على فشل هذه العملية وتفويت الفرصة المترتبة عليها.
· ربما تعود المسؤولية عن هذا الفشل إلى قيام إسرائيل بشن العملية العسكرية في غزة على أعتاب انتخابات عامة، وما تميزت به من تنافس محموم بين عناصر الائتلاف الحكومي. لكن من الناحية العملية، لا بُد من القول إن المؤسسة السياسية الإسرائيلية زجّت الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب من دون أن تحدد أي أهداف واضحة لها، ثم قامت بالخطأ الأكبر وهو الانسحاب من قطاع غزة، من دون التوصل إلى اتفاق جديد. وبذا، فإننا أنهينا الحرب في غزة في أوضاع أسوأ كثيراً من ظروف إنهاء حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006].
صحيح أن إسرائيل تعمل في الوقت الحالي من أجل التوصل إلى اتفاق، غير أنها لم تعد تملك أي رافعات ضغط. وهكذا يتبين أن في الإمكان تفويت فرصة تحقيق أهداف استراتيجية حتى في حال تنفيذ عملية عسكرية بصورة لا غبار عليها.