· خلال الأعوام الفائتة ما كان يخطر على بال الرئيس المصري حسني مبارك أن يعقد مؤتمراً دولياً، على غرار المؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ هذا الأسبوع، من دون دعوة مندوبين من إسرائيل للاشتراك فيه. ولو كان حدث ذلك، لكانت الولايات المتحدة تدخلت، وربما هددت بمقاطعته.
· إن الاستنتاج المترتب على هذه الملاحظة هو أن إسرائيل تفقد، شيئاً فشيئاً، الرصيد الرئيسي الذي كانت تحظى به لدى الولايات المتحدة، وهو العلاقات الحميمة. وعلى ما يبدو، فإن الرئيس باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، يبعثان عبر ذلك برسالة إلينا، فحواها أن أصول اللعبة تغيرت.
· ولعل الأنكى من ذلك هو أن إسرائيل تفقد أيضاً رصيدها لدى يهود الولايات المتحدة. ولا شك في أن الإدارة الأميركية تدرك أنه لن تحل مصيبة إذا ما بدأت السيدة كلينتون أول جولة شرق أوسطية لها بمصر، لا بإسرائيل. في الوقت نفسه، فإننا نشهد تفاقماً لظاهرة إسقاط الشرعية عن إسرائيل في دول أوروبا، وهي ظاهرة تنطوي هي أيضاً على خطر كبير.
· إن السؤال المطروح الآن هو: هل سيكون في إمكان إسرائيل، عقب فقدان رصيدها الرئيسي لدى الولايات المتحدة وبداية حملة إسقاط الشرعية عنها في أوروبا، أن تقدم على مهاجمة إيران، أو أن تبادر إلى فرض مقاطعة عليها، أو تجنيد العالم من أجل مواجهة قنبلتها النووية؟