· لقد انتهت عملية "الرصاص المسبوك" في غزة بصورة سيئة، أي من دون اتفاق سياسي، على الرغم من أنها أديرت بصورة جيدة. ففي الوقت الحالي تستعيد "حماس" عافيتها، كما أن إطلاق صواريخ القسام على إسرائيل ما زال مستمراً، غير أن الشلل يسيطر على المؤسسة السياسية الإسرائيلية. ويبدو أن الحكومة الحالية لا تعرف ما الذي ترغب في تحقيقه في غزة. وفي إمكاننا القول إنها تنتظر أن تتسلم الحكومة المقبلة، برئاسة بنيامين نتنياهو، مهماتها.
· غير أن ذلك لا يعني أن هناك فراغاً في الميدان. ومن المتوقع أن تصعد "حماس" إطلاق الصواريخ، في حال عدم جباية ثمن منها جراء ذلك. لقد كان التوصل إلى ترتيب مع "حماس" هو الطريق الطبيعية من أجل تثبيت إنجازات العملية العسكرية الإسرائيلية، ووقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الجنوبية.
· كما كان من المفترض أن تصدر المؤسسة السياسية الإسرائيلية أوامر واضحة إلى الجيش تقضي بصيانة الردع في مقابل "حماس"، إلى حين يتم التوصل إلى ترتيب ما. لكن بدلاً من أن يعلن رئيس الحكومة إيهود أولمرت، أو وزير الدفاع إيهود باراك، أو أي مسؤول حكومي آخر، أن إسرائيل تعد العدة للقيام بعملية "الرصاص المسبوك رقم 2"، فإنهم جميعاً، منهمكون بحزم الحقائب، أو بمناورات سياسية، من أجل البقاء.
· من ناحية أخرى، يبدو أن إقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية باتت أقرب من أي وقت مضى. كما أن "حماس" تقترب، بخطوات حثيثة، من الحصول على 3 مليارات دولار هي قيمة المبالغ المالية التي تنوي الدول المانحة تخصيصها لقطاع غزة. وفي اللحظة التي ستتلقى الحركة هذه المبالغ، لن يبقى لنا سيطرة على المعابر، وعندها ستفقد إسرائيل رافعات الضغط من أجل التوصل إلى ترتيب ما، ومن أجل الإفراج عن [الجندي الإسرائيلي الأسير] غلعاد شاليط في مقابل ثمن معقول، وستؤول إنجازات "الرصاص المسبوك" إلى سلة المهملات.