· في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، نُشر في الولايات المتحدة "التقرير الاستخباري الوطني"، الذي أكد أن إيران أوقفت البرنامج النووي العسكري منذ سنة 2003، وكفت عملياً عن محاولة إنتاج قنبلة نووية، وواصلت مشروعها النووي من أجل أغراض سلمية فقط. وقد أثار هذا التقرير عاصفة كبرى، وألحق أضراراً فادحـة بالجهود الدولية الرامية إلى محاربة المشروع النووي الإيراني.
· إن السؤال المطروح الآن هو: كيف تستوي استنتاجات هذا التقرير مع تصريحات رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الأميركي، مايك مالن، أمس، بأن إيران تملك مواد انشطارية تكفي لإنتاج قنبلة نووية؟
· إن هذه التصريحات تثبت، مرة أخرى، أن التقرير المذكور لم يستند إلى معلومات استخبارية ذات صدقية، وأنه كان هناك غايات سياسية غير موضوعية وقفت وراءه. وقد أكد أحد المقربين من الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الرئيس قال خلال محادثة معه إن الذين أعدوا التقرير "سددوا طعنة إلى ظهره"، وكان يقصد قادة الاستخبارات الأميركية، الذين هدفوا إلى تكبيل يديه ومنعه من توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.
· في الوقت نفسه، صدرت تصريحات عن وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، تناقض تصريحات رئيس هيئة الأركان العامة [فحواها أن الإيرانيين ما زالوا بعيدين عن إنتاج قنبلة نووية]. إن مجرد ذلك يؤكد أن أميركا منقسمة إزاء طبيعة المشروع النووي الإيراني، وأن هناك صراعاً داخلياً حاداً بين الأجهزة الاستخبارية الأميركية نفسها في هذا الشأن.