· منذ الانتخابات التمهيدية لرئاسة كاديما [في 17 أيلول/ سبتمبر الحالي] فرض رئيس حزب العمل، إيهود باراك، خطوات غريبة على حزبه. وهذه الخطوات هي: إعلان الوزيرين شالوم سمحون ويتسحاق هرتسوغ، المقربين من باراك، أن حزب العمل قد ينتقل إلى صفوف المعارضة؛ إعلان وفد حزب العمل الذي التقى رئيس الدولة، شمعون بيرس، أن مرشحه لرئاسة الحكومة المقبلة هو باراك، على الرغم من أنه ليس عضواً في الكنيست، وليس في إمكانه أن يصبح رئيساً للحكومة؛ تصريح باراك بشأن ضرورة إقامة حكومة طوارئ قومية بمشاركة الليكود، على الرغم من أن رئيسه، بنيامين نتنياهو، أعلن أن حزبه غير معني قط بالانضمام إلى حكومة كهذه.
· هناك قاسم مشترك لهذه الخطوات جميعاً، وهو أنها خطوات يمكن أن يقوم بها حزب كبير وقوي ويحظى بشعبية جماهيرية. إن باراك يدرك ذلك، غير أنه لا يدرك أن الحزب الذي يقف على رأسه، غير كبير وغير قوي ولا يحظى بشعبية جماهيرية. إن ماضي حزب العمل أكبر من مستقبله. لقد تحوّل هذا الحزب من حزب وطني إلى حزب فئوي، ومن المتوقع أن يصبح جزءاً من كاديما، في غضون أعوام قليلة.
· لقد سبق أن صرح باراك أنه منذ ثمانينيات القرن الفائت فاز حزب العمل بالحُكم مرتين فقط ـ الأولى مع يتسحاق رابين في سنة 1992، والثانية معه في سنة 1999. وفي المرتين انتقل إلى سدّة الحكم من صفوف المعارضة. إن المغزى من هذا التصريح في غاية الوضوح، وهو أنه يتعين على حزب العمل أن ينتقل إلى صفوف المعارضة، من أجل أن يعود إلى الحُكم. لكن يبدو أن المعارضة ليست خياراً مطروحاً بالنسبة إلى وزراء هذا الحزب في الوقت الحالي.
· إن باراك لا يؤمن بأن في الإمكان التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين أو مع سورية، في غضون الأعوام القليلة المقبلة. وبذا، فإنه يضع نفسه في الجانب اليميني من الخريطة السياسية الإسرائيلية، وقريباً من نتنياهو. إن هذا المكان مريح لمن يتطلع إلى أن يصبح رئيس حكومة يشكلها الليكود، لا لمن يتكلم باسم حزب العمل.