حل القضية الفلسطينية لن يؤدي إلى كبح الخطر الإيراني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       ديفيد بترايوس جنرال أميركي صاحب نفوذ كبير في واشنطن، وقد تم بفضله، منذ سنة 2007، تخفيض حدة العنف و"الإرهاب" في العراق، وإنزال ضربات ساحقة بتنظيم "القاعدة". وبترايوس يتولى، منذ سنة 2008، منصب قائد قوات المنطقة الوسطى، المسؤولة عن الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل.

·       في الأسبوع الفائت أعلن بترايوس، في سياق شهادة أدلى بها أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، أن الأعمال العدائية بين إسرائيل وبعض جاراتها تضع تحديات صعبة أمام مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ذلك بأن هذه الأعمال تؤجج مشاعر عربية مناهضة لأميركا، في ضوء اعتبارها مؤيدة لإسرائيل. من ناحية أخرى، فإن الغضب العربي جراء استمرار القضية الفلسطينية من دون حل يقيد احتمالات الشراكة الأميركية مع الحكومات العربية في الشرق الأوسط، ويضعف شرعية الأنظمة العربية المعتدلة، ويساعد تنظيم "القاعدة" على تجنيد مؤيدين له. بناء على ذلك، فإن قيام الولايات المتحدة بجهود صادقة لحل النزاع الإسرائيلي ـ العربي من شأنه تقويض السياسة الإيرانية العدوانية، كما أن التقدم في المسار الإسرائيلي ـ السوري سيضعف تأييد إيران لكل من حزب الله و"حماس".

·       تجدر الإشارة إلى أن بترايوس عرض صورة مماثلة أمام اللجنة نفسها في العام الفائت، لكن أقواله لم تثر أي اهتمام في حينه. أمّا الآن، فهي تُفهم على أنها جزء من الضغوط التي تمارسها إدارة باراك أوباما على إسرائيل، واستمرار للصلة التي تحاول الإدارة الأميركية إيجادها بين عملية السلام وبين معالجة الموضوع الإيراني.

·       في واقع الأمر، فإن من الصعب رؤية كيف يمكن أن يساعد التقدم في عملية السلام في كبح الخطر الإيراني، كما أن من الصعب الافتراض أن التقدم في المسار الفلسطيني سيؤدي إلى دفع المعسكر الإسلامي ـ العربي المعتدل نحو العمل ضد إيران.

·       إن أي تسوية تتعلق بالقضية الفلسطينية يمكنها خلق أجواء أفضل بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، من جهة، وبين هذه الدول والولايات المتحدة، من جهة أخرى، وربما تساعد في عزل إيران. ولكن من الأفضل للولايات المتحـدة أن تـدرك أن الشارع العربي غير مؤيـد لها قط، وأن أي تسويـة فلسطينية - إسرائيلية لن تحل مشكلاتها العويصة في مواجهة إيران والعراق وأفغانستان و"القاعدة".