من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن التناقض بين التصريحات التي يدلي بها، في الآونة الأخيرة، كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تدل على فجوة كبيرة بين المفاهيم الأساسية للجانبين، لا على مشكلة صدقية.
· تقوم المقاربة الإسرائيلية، منذ بدايات الاستيطان اليهودي في أرض إسرائيل، على التقدم إلى الأمام عن طريق فرض الوقائع [على الأرض]. وهذا الأسلوب هو ما تعرضه إسرائيل على الفلسطينيين أيضاً. عندما نعطيكم شيئاً، خذوه، وبعد ذلك سنرى كيف نتقدم. غير أن الفلسطينيين يفكرون بطريقة أخرى. إنهم يصرون على الاعتراف أولاً بـ "حقوقهم" التي كفلتها قرارات الأمم المتحدة، على أن يتم بعد ذلك البحث في التفصيلات. أي يتعين على إسرائيل، في البداية، أن تعترف بـ: دولة فلسطينية مستقلة في حدود سنة 1967، من دون قيود أمنية، وبالقدس الشرقية عاصمة لها، وأن تعترف أيضاً بعودة اللاجئين إلى بيوتهم، وبدفع تعويضات عن الاحتلال، وبعد ذلك يتم التباحث بشأن التطبيق.
· يرفض عباس، على غرار [الرئيس الفلسطيني السابق] ياسر عرفات، المقاربة الإسرائيلية، ويصرّ على أن الاحتلال أفضل من السلام الجزئي.
· إن النموذج الذي يستند الفلسطينيون إليه، هو نموذج إنهاء السيطرة الكولونيالية في الهند وآسيا وأفريقيا، لكن هناك نموذجاً آخر في إيرلندا تم التوصل إليه في سنة 1921، وضمن للإيرلنديين ما يعرضه أولمرت على عباس الآن تقريباً. فقد احتفظ البريطانيون بـ "كتلهم الاستيطانية" في إيرلندا الشمالية، وبقيت السيادة الإيرلندية في الجنوب خاضعة للعرش البريطاني، وواصل الأسطول البريطاني سيطرته على الموانئ الإيرلندية.
· لقد تعلمت إسرائيل الدرس من كامب ديفيد، ولذا فإنها لا تصوّر عباس باعتباره رافضاً للسلام، على الرغم من أن مواقفه مماثلة لمواقف عرفات، وذلك مخافة أن تنهار المفاوضات. وكي يظل في الإمكان الاستمرار في التحادث. غير أن ذلك لا يكفي للتوصل إلى تسوية.