·      إن تأليف حكومة يمينية متطرفة هو آخر شيء يرغب فيه رئيس الحكومة المكلف، بنيامين نتنياهو. فهو يخشى أن تكون احتمالات بقاء حكومة كهذه ضئيلة للغاية، علاوة على أن التحديات الماثلة أمام إسرائيل خطرة جداً. وفي الوقت نفسه، فإن الأنظار كلها متجهة الآن إلى الطابع الذي ستتخذه العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة، ومع دول الإسلام المعتدل. والأهم من ذلك أنها متجهة إلى عملية السلام [الإسرائيلية - الفلسطينية] على أساس دولتين للشعبين.

·      بناء على ذلك، فإن نتنياهو بحاجة إلى رئيسة حزب كاديمـا، تسيبي ليفني، كي لا يبدو بمظهر رئيس الحكومة اليمينيّ. غير أن كاديما لا يزال متردداً في هذا الشأن. فمن جهة، قد يؤدي انتقاله إلى صفوف المعارضة إلى اندثـاره، ومن جهة أخرى، تخشى ليفني، في حال انضمامها إلى حكومة نتنياهو، أن تبدو كما لو أنها ضللت ناخبيها.

·      إن الحل الوحيد لهذا الطريق المسدود كامن في قيام شراكة بين حزبَي الليكود وكاديما على أساس التناوب في رئاسة الحكومة، وذلك وفق خطوط عامة متفق عليها تتيح لكاديما إمكان كبح سياسة نتنياهو، وتتيح لهذا الأخير إمكان التحرر من التبعية للأحزاب اليمينية وإملاءاتها.