· لا يوجد مقياس موضوعي لتقويم المواجهة العسكرية في غزة، ولذا لا يمكن حسم الخلاف بشأن هوية الطرف المنتصر فيها. إن ما يقرر في موضوع الانتصار هو مسألتان: الأولى ـ مسألة استعادة قوة الردع الإسرائيلية، أو "إيجاد واقع أمني جديد" على الحدود مع قطاع غزة، بحسب ما حددت المؤسسة السياسية الإسرائيلية. ويمكن القول إنه في المرحلة الحالية لم يتحقق الهدوء، كما أن عمليات تهريب الأسلحة إلى القطاع تجددت. علاوة على ذلك، فإن إجراء مفاوضات بشأن استئناف التهدئة، ومطالبة "حماس" بأن تكون التهدئة لعام ونصف عام، يؤكدان أن هذه الحركة تجري المفاوضات من موقع قوة، لا من موقع المهزوم.
أمّا المسألة الثانية فهي الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط. وعلى ما يبدو، فإن الحرب في غزة أوجدت أوضاعاً جديدة ملائمة للإفراج عنه. لذا يجب أن نطالب بذلك من دون قيد أو شرط، وكجزء من اتفاق التهدئة الجديد. أمّا الإفراج عن الأسرى جميعهم، الذين تطالب "حماس" بهم، فسوف يمنح هذه الحركة شعوراً بأنها انتصرت في المعركة العامة، وسيعم هذا الشعور قطاع غزة، والضفة الغربية، والعالم العربي والإسلامي برمته.