· إن الرئيس الأميركي بارك أوباما يقول حقائق يتعين علينا أن نفهمها، حتى لو لم تعجبنا، والحقيقة الأولى هي أن الاستقرار في الشرق الأوسط مرهون بالسلام الإقليمي الشامل. وقد ارتكبت إسرائيل خطأ عندما حاولت أن تتوصل إلى اتفاق عن طريق مفاوضات منفردة مع كل من الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين.
· إن العالم العربي المعتدل هو الذي في إمكانه فقط أن يوفر الغطاء الأيديولوجي والأمني والاقتصادي لتسوية حقيقية. وفي حال نجاحنا في أن نتوصل إلى تسوية مع الدول العربية الرئيسية، والتي يتراوح عددها ما بين 12 و 18 دولة، فلن يكون هناك قوة يمكنها أن تقف في طريقها. ويتوجب علينا أن ندرك أيضاً أن المسافة بيننا وبين هذه الدول ليست بعيدة، وخصوصاً أن الخطر القادم من إيران، ومن الحركات الراديكالية، يهدد زعماءها المعتدلين لا أقل من تهديده لنا.
· لقد سبق أن وقّعت اثنتان وعشرون دولة عربية، في سنة 2002، مبادرة الجامعة العربية للسلام مع إسرائيل. ولا شك في أنها أقدمت على ذلك من منطلق إدراكها أن التسوية مع إسرائيل ستعود عليها بأرباح أكثر مما تنطوي عليه من خسائر.
إن أوباما على حق أيضاً فيما يتعلق بالمستوطنات. لا يجوز أن نسمح بأوضاع يقوم فيها 70,000 – 100,000 مستوطن إسرائيلي بإملاء المستقبل على دولة بأكملها. ومن الأفضل لإسرائيل، في الوقت الحالي، ألاّ تنتظر أن يقوم أوباما وغيره بالمبادرة إلى تسوية، لأن ذلك ربما يفضي إلى إملاء مبادرة لا تعجبنا، أو إلى اتخاذ خطوات مؤلمة ضدنا.