قضية البناء في المستوطنات الإسرائيلية تثير خلافاً حاداً مع إدارة الرئيس أوباما
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

هناك توتر متزايد بين واشنطن والقدس على خلفية المطلب الحاسم لإدارة أوباما تجميد الاستيطان في الضفة الغربية بصورة تامة، كما أن هناك قلقاً متزايداً لدى القدس في ضوء فشل جولة المحادثات التي جرت مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل وطاقمه في لندن خلال الأسبوع الفائت. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس: "نشعر بخيبة أمل. فالتفاهمات كلها التي تمت معنا في عهد إدارة بوش [أصبحت] في نظر الأميركيين تساوي قشرة بصل". وذكر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن الولايات المتحدة ترفض، في هذه المرحلة، أي اقتراح إسرائيلي لبلورة تفاهمات جديدة في موضوع البناء في المستوطنات، وقال: "إن الولايات المتحدة تتبع خطاً فحواه تقديم تسهيلات للفلسطينيين، وهذا ليس منطقياً بالنسبة إلى إسرائيل".

وتعزو الأوساط الإسرائيلية هذا الموقف إلى رغبة الأميركيين في التقرب من العالمين العربي والإسلامي، وإلى الخطاب الذي سيلقيه الرئيس أوباما في القاهرة خلال الأسبوع الجاري، والذي سيوجه فيه رسالة مصالحة إلى المسلمين. وقال المسؤول رفيع المستوى: "نحن في خضم عملية استجلاء لرغبات الأميركيين. وفي هذه المرحلة، ليس واضحاً لنا ما هي دوافعهم، وما الذي يريدون تحقيقه".

وقد برز الخلاف الحاد بين الطرفين خلال المحادثات التي جرت في لندن خلال الأسبوع الفائت بين الطاقمين الأميركي والإسرائيلي، ففي أثنائها، عرض العميد مايك هيرتسوغ أمام الأميركيين، وبإسهاب، التفاهمات التي توصل إليها كل من رئيسي الحكومة السابقين أريئيل شارون وإيهود أولمرت مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش فيما يتعلق بمواصلة البناء في الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية. وسعى الطاقم الإسرائيلي لإيجاد صيغة تسمح بالاستمرار في التفاهمات. ووصف الوزير دان مريدور أصوات الاحتجاج التي برزت داخل حزب الليكود حيال موضوع إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، بأنها مثال للوضع السياسي المعقد الذي يواجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وكان فحوى الرسالة التي وجهها مريدور إلى الأميركيين هي أن المطالبة الأميركية بتجميد البناء في المستوطنات بصورة تامة، مؤداها تفكيك الائتلاف الحكومي وسقوط حكومة نتنياهو.

وأصيب الطاقم الإسرائيلي بالذهول جراء الموقف الأميركي المتعنت، وكذلك الإجابات التي قدمها ميتشل وطاقمه، وخصوصاً جراء الموقف الذي عبروا عنه، والذي فحواه أن التفاهمات التي تمت مع الإدارة السابقة في موضوع المستوطنات غير مقبولة. وقال مصدر سياسي اطّلع على تفصيلات المحادثات: "لقد أوقف الأميركيون أمراً كان متفقاً عليه أعواماً طويلة، ببساطة، أوقفوا كل شيء".