· لا شك في أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يدرك جيداً من هم الأشخاص داخل حكومته، الذين يعملون على إشعال الحرائق، لكنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً معهم. وهو واقع الآن في شرك محكم، ذلك بأنه في حال إقدامه على طرد هؤلاء الأشخاص من حكومته فإن هذه الحكومة ستسقط، وفي حال السماح لهم بالاستمرار في أفعالهم فإنهم سيتسببون بإشعال انتفاضة فلسطينية ثالثة لا يعرف أحد ماذا ستكون نتائجهـا.
· وبطبيعة الحال، فإنه لم يعد هناك أهمية كبيرة للسؤال عمّا إذا كان نتنياهو تغير مقارنة بما كان عليه في إبان ولايته الأولى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية [بين السنوات 1996 - 1999]، ذلك بأن الوضع العام هو الذي تغير كلياً. من ناحية أخرى، فإن نتنياهو ذكي بما فيه الكفاية كي يدرك أنه واقع الآن بين نارين: نار المستوطنين ونار الإدارة الأميركية ومطالبها.
· وإزاء ذلك، فإن ما بقي أمام رئيس الحكومة هو خياران: الأول - أن يقف في مواجهة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وطبعاً في مواجهة مصر والأردن، ويؤكد أنه انتخب لرئاسة الحكومة كي يحافظ على "أرض إسرائيل" من أجل الشعب اليهودي، وعندها ستندلع انتفاضة عالمية عليه بقيادة الولايات المتحدة، وأخرى في المناطق [المحتلة]؛ الثاني - أن يسأل نفسه كيف فكر [رؤساء الحكومة السابقون] أريئيل شارون ومناحم بيغن وشمعون بيرس ويتسحاق رابين وإيهود باراك، وكيف تصرفوا عندما واجهوا وضعاً كهذا؟
· وفي واقع الأمر، فإن نتنياهو لا يملك خياراً آخر غير خيار الاستجابة للضغوط التي تمارسها عليه الولايات المتحدة والعالم، وإلا فإن هذه الضغوط ستزداد، وسيطالب الفلسطينيون بدولة ثنائية القومية ذات برلمان واحد، ولا سيما أنهم يرون، يوماً بعد يوم، أن فكرة "دولتين لشعبين" على وشك الزوال.