مشكلة حكومة نتنياهو كامنة في انعدام رؤية أو خطة سياسية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       على المسؤولين في إسرائيل النظر إلى الأزمة الأخيرة مع الولايات المتحدة [في إثر إعلان خطة بناء جديدة في القدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإسرائيل] باعتبارها تنطوي، من جهة، على خطر كبير يتهدد بنية وجوهر العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، على فرصة سانحة لإجراء حوار سياسي موضوعي وشفّاف بين الدولتين.

·       وبطبيعة الحال، فإنه من السابق لأوانه تقويم ما إذا كانت هذه الأزمة متعلقة بمسألتي الصدقية والمقاربة السياسية فقط، أم إنها أعمق من ذلك كثيراً، وتمسّ طبيعة وجوهر العلاقات الخاصة الأميركية ـ الإسرائيلية.

·       ومع ذلك، فإن ما يمكن قوله هو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يكتشف بنفسه الآن أنه لا توجد وحدة في المصالح بينه وبين الولايات المتحدة على صعيد المسار السياسي الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ذلك بأن واشنطن تعارض أعمال البناء في المستوطنات وفي القدس الشرقية. صحيح أن المسؤولية عن أعمال البناء هذه تقع على عاتق الحكومات الإسرائيلية كلها منذ سنة 1967، إلا إن نتنياهو على ما يبدو هو الذي سيدفع ثمن نفاد صبر الولايات المتحدة جرّاء استمرار النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

·       فضلاً عن ذلك، فإنه لا بُد من القول إن نتنياهو بدأ ولايته الحالية في رئاسة الحكومة الإسرائيلية وهو يعاني من ضعف ثقة الإدارة الأميركية الحالية به إلى حد كبير، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يقم ببذل جهود كبيرة تهدف إلى ملاءمة نفسه مع هذه الإدارة ومع توجهاتها السياسية والاقتصادية، والتي أصبحت مختلفة عما كانت عليه في إبان ولايته الأولى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية [بين السنوات 1996- 1999].

 

·       في الوقت نفسه، فإن الجذور الحقيقية للأزمة الحالية، والتي تبدو في الظاهر مرتبطة بأزمة الثقة بين الإدارة الأميركية وبين نتنياهو، هي أعمق كثيراً، وتتعلق بالمصالح الأميركية الواسعة في الشرق الأوسط. ويبدو أنه كان في الإمكان التغاضي، في السابق، عن الخلافات في الرأي بين إسرائيل والولايات المتحدة عندما كان هناك عملية سياسية. بناء على ذلك، فإن نتنياهو ارتكب خطأ فادحاً باعتقاده أن المشكلة كامنة في توقيت إعلان عن بناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية، في حين أن المشكلة الحقيقية كامنة في انعدام أي رؤية أو خطة أو عملية سياسية.