من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· وصل الجيش الإسرائيلي إلى حائط مسدود في غزة، فعلى الرغم من تبجح كل من وزير الدفاع ورئيس الحكومة، وتهديداتهما لـ "حماس" برد قاس إذا لم توقف قصفها الصاروخي، وعلى الرغم من كلام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي على قوة الجيش واستعداده للرد على أي تهديد في أي وقت، فإن الحقيقة المرة هي أن الجيش لا يملك حلاً.
· والواقع أنه منذ مطلع العام الحالي سقط أكثر من ألف صاروخ من غزة على البلدات الإسرائيلية، سديروت وأشكلون وبئر السبع، ولا يمر يوم تقريباً من دون سماع صفارة الإنذار، ومن دون أن يهرع السكان إلى الأماكن الآمنة. وإزاء هذا كله لا يملك الجيش الرد الملائم.
· من المؤلم القول إن الجيش الإسرائيلي فشل خلال العقد الأخير في التصدي لصواريخ "حماس" والجهاد الإسلامي. وهو، لهذا الغرض، جرب كل شيء تقريباً، من الاغتيالات، إلى مهاجمة البنى التحتية، والقصف المدفعي للخلايا المسؤولة عن إطلاق الصورايخ، وصولاً إلى العملية العسكرية الواسعة النطاق داخل القطاع (الرصاص المسبوك)، وتحصين آلاف المباني بتكلفة بلغت مئات الملايين، ونصب منظومات دفاعية مضادة للصواريخ. لكن، وعلى الرغم من هذا كله فإن القصف من غزة لم يتوقف، وباتت "حماس" هي التي تحدد قواعد اللعبة، فهي التي تعلن التهدئة، وهي التي تبادر إلى التصعيد، أمّا الجيش الإسرائيلي فهو في موقع رد الفعل.
· في الفترة الأخيرة، كرر رئيس الأركان بني غانتس قوله باستحالة استمرار الوضع القائم، وبأن لا مفر من عملية عسكرية واسعة النطاق جديدة في القطاع. وسبق أن قال غانتس أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إن "الجولات الأخيرة للتصعيد، والخسائر التي لحقت بأرواح سكان المنطقة الجنوبية في إسرائيل وبوتيرة حياتهم، قد تدفع الجيش الإسرائيلي إلى القيام بهجوم كبير على غزة، إذ لا يمكن الاستمرار في تحمل جولات العنف المتعاقبة."
· لكن في الحقيقة، فإن رئيس أركان الجيش يتردد في الاقتراح على الحكومة نسخة جديدة عن عملية "الرصاص المسبوك"، وهو يدرك جيداً أن عملية عسكرية جديدة ضد قطاع غزة لن تحل مشكلة الصواريخ. فقد ينجح الجيش في قتل عدد كبير من أنصار "حماس"، وقد يوقف عدداً من مطلقي الصواريخ، لكنه لن يتمكن من وقف إطلاق الصواريخ.
· ومما لا شك فيه أن آخر ما يتمناه غانتس هو احتلال قطاع غزة. فماذا سيحدث بعد انتهاء المعارك؟ هل سيبقى الجيش في غزة ومحيطها؟ طبعاً لا. ومن شبه المؤكد أنه بعد خروج الجيش من غزة فإن الأمر سيعود إلى ما كان عليه سابقاً.
· لقد حان الوقت من أجل تفكير مختلف، ويجب الاعتراف بأن الجيش الإسرائيلي وصل إلى حائط مسدود. وينبغي لنا أن ندرك أن "حماس" نجحت في تحديد نقطة ضعف الجيش الإسرائيلي، ويبدو أنه لا يوجد حل عسكري لمشكلة الصواريخ. وعلى الرغم من إيماننا بأن هناك حلاً عسكرياً لكل تهديد، وبأن الجيش قادر على إيجاد الرد العسكري الملائم على أي خطر، فإن الواقع أكثر تعقيداً بكثير. قد يكون صعباً أن نطلب من رئيس الأركان أن يوضح للحكومة أن الجيش قد فشل، وأنه لا يملك حلاً عسكرياً ناجعاً لمشكلة الصواريخ. لكن هذا ما يتعين عليه القيام به.