من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الجهود التي بُذلت خلال الأشهر القليلة الفائتة من أجل إزالة التوتر بين واشنطن والقدس، ومن أجل استئناف العلاقات الحميمة بينهما، هي جهود جبارة، وكان من المفترض أن تكون زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بمثابة ذروة التقارب المتجدد، وأن تؤدي إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين [الرئيس الأميركي] باراك أوباما و[رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو.
· غير أن قرار اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في وزارة الداخلية الإسرائيلية، أول من أمس، القاضي بالمصادقة على خطة بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في حي "رامات شلومو"، الواقع خارج الخط الأخضر، أوضح أن هناك قضايا أهم، في نظر هذه اللجنة، من قضية الخطر النووي الإيراني، ومن قضية التحالف مع الولايات المتحدة. وبذا فإن اللجنة بصقت في وجه نائب الرئيس الأميركي المؤيد لإسرائيل، وفي وجه الدولة العظمى الحليفة لها.
· وإزاء ذلك لا بُد من القول إن الخطر [الإيراني] الذي يتهدّد إسرائيل هو خطر غير مسبوق، مثلما أن الحاجة إلى أميركا هي حاجة غير مسبوقة. وفي مثل هذا المفترق الحاسم فإن أي مصلحة وطنية يجب أن تكون خاضعة لمصلحة توثيق عرى التحالف مع الولايات المتحدة، غير أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية اختارت التصرف بصورة هوجاء، ولذا فإنها تمس الأمن القومي الإسرائيلي بيدها.
· في الوقت نفسه، فإن نتنياهو لا يمكنه التنصل من المسؤولية عمّا حدث، ذلك بأنه كان يتعين عليه التحدث مع القوى السياسية الإسرائيلية كلها، ومع رئيس بلدية القدس، نير بركات، عشية زيارة بايدن، كي يتأكد من أنه لن تكون هناك أي مفاجآت في أثناء الزيارة. ولا شك في أنه في حال عدم إقدام نتنياهو على خطوة كهذه، فإنه يكون ارتكب خطأ فادحاً، أمّا في حال كونه قد أقدم عليها، فإن ما حدث يعتبر إثباتاً على أنه لا يسيطر على الحكومة والدولة.
· إن المشكلة الأعمق التي تواجه إسرائيل على مدى العقدين الفائتين كامنة في ضعف السلطة، من جهة، وفي استمرار الاحتلال، من جهة أخرى. وعلى ما يبدو، فإن تضافر هذين الأمرين معاً يؤدي إلى فشل إسرائيل في التصرف العقلاني في مواجهة الخطر المصيري الذي يتهددها.