صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.
· تلتزم إسرائيل الصمت إزاء ما يجري في سورية لأن أي موقف تتخذه في هذا الصدد من شأنه أن يشكل دليلاً على تورطها في هذه الأحداث. ففي حال ساعدت إسرائيل الجيش السوري الحر والمحتجين، على أمل أن يختار هؤلاء الخيار السلمي إذا ما وصلوا إلى السلطة في دمشق، فإنها ستتهم من جانب وسائل الإعلام السورية الرسمية بأنها تقف وراء الثورة في سورية. أمّا في حال دعمت إسرائيل الأسد لأنه يحترم وقف إطلاق النار في الجولان، فإن هذا من شأنه أن يقصّر في عمره السياسي. من هنا فإن كل ما يمكن أن يفعله الإسرائيليون في الوقت الحالي هو مواكبة التطورات على الحدود الشمالية الشرقية.
· إن الخطر الأكبر اليوم يتمثل في قيام الأسد بإيجاد ذريعة للهجوم على إسرائيل، وذلك في محاولة يائسة لتحويل انتباه الرأي العام المعارض له عما يجري في سورية نحو العداء التاريخي للدولة اليهودية.
· وفي حال جرت الإطاحة بالأسد، أو اضطُر إلى الفرار من سورية مع أفراد عائلته، فإن هناك عدة سيناريوهات سياسية مطروحة، وذلك على الشكل التالي:
· يمكن أن تؤدي الإطاحة بالأسد إلى عملية تطهير واسعة النطاق ضد المؤيدين له، ولا سيما من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها، الأمر الذي سيزيد من جهة في حدة المواجهات بين أنصار الأسد وفلول حزب البعث ممن لديهم مصلحة في المحافظة على النظام القائم، وبين أنصار المعارضة من جهة أخرى.
· هناك عامل آخر يصب في مصلحة الأسد، وهو إيران. إذ لا ترغب الجمهورية الإسلامية في خسارة أهم حليف لها في الشرق الأوسط، إذ سيكون لسقوط الأسد انعكاسات خطرة داخل إيران نفسها، ويمكن أن يؤدي إلى إضعاف النظام الإيراني.
· كذلك ستنعكس الإطاحة بنظام الأسد على الدعم العسكري الروسي المكثف لسورية، وعلى تأييدها السياسي للأسد على المستوى الدولي. فمن المحتمل أن يؤدي سقوط الأسد، وإمكان إقدام النظام الجديد في سورية على التحالف مع فرنسا والولايات المتحدة، إلى حرمان موسكو من آخر قاعدة لها في العالم العربي.
· فضلاً عن ذلك، سيشكل سقوط نظام الأسد نكسة كبيرة للتنظيمات الإسلامية المتشددة، مثل حزب الله في لبنان و"حماس" في غزة، نظراً إلى أن سورية شكلت الممر الأساسي لشحنات السلاح من إيران إلى حلفائها في لبنان. كما سيؤدي إلى انتهاء استخدام دمشق كمقر لقيادة "حماس" والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ومن النتائج الأخرى لسقوط نظام الأسد خسارة حزب الله، الذي يملك عشرات الآلاف من صواريخ أرض – أرض التي نقلها جواً من سورية إلى جنوب لبنان ونشرها على طول الحدود مع إسرائيل، لأهم ممر يستخدمه للتزود بهذا السلاح. ناهيك عن وجود مخاوف جدية من حصول حزب الله على ترسانة السلاح التي تملكها سورية في حال انهيار نظام الأسد.
· ومن مخاطر الأزمة السورية أن تؤدي المواجهة الحالية إلى صعود نظام معتدل وإصلاحي في دمشق، تكون من نتائجه المباشرة استئناف المساعي الدبلوماسية من أجل استعادة مرتفعات الجولان من إسرائيل. وفي حال فشلت هذه الجهود فإن إسرائيل ستواجه مرحلة جديدة وطويلة من العداء مع احتمال نشوب الحرب، كما ستخسر فرصة نادرة من أجل تحقيق التطبيع والاستقرار في المنطقة.
توضح هذه الاعتبارات كلها السبب الذي دفع نتنياهو إلى الامتناع من التعليقات العلنية بشأن العنف الدائر في سورية. فالتعليقات الإسرائيلية غير المدروسة من شأنها أن تتسبب بدفع الأحداث هناك في الاتجاه الخطأ. وأقصى ما يمكن أن تفعله إسرائيل الآن هو الاستمرار في إحصاء عدد القتلى والجرحى، ومتابعة فشل المجتمع الدولي في التدخل من أجل وقف إراقة الدماء.