إسرائيل حاولت إحباط صفقة الطائرات الأميركية للسعودية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس" إن إسرائيل بذلت قبل عام محاولات كثيرة لإحباط صفقة السلاح بين الولايات المتحدة والسعودية التي جرى توقيعها أمس (الخميس).

وتبلغ قيمة هذه الصفقة 29,4 مليار دولار،  وبموجبها ستزود واشنطن سلاح الجو السعودي بـ 84 طائرة مقاتلة من طراز F-15SA التي تنتجها شركة بوينغ وتعتبر متطورة جداً ومن أفضل الطائرات في العالم من حيث قدراتها الجوية، وتقوم بتحديث 70 طائرة مقاتلة أخرى موجودة في حيازة هذا السلاح.

وأكد المصدر الأمني أن سبب معارضة إسرائيل هذه الصفقة يعود إلى تخوفها من أن تؤدي إلى الإخلال بتفوق سلاح الجو الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح أن إسرائيل قدمت عدة تحفظات على هذه الصفقة إلى الإدارة الأميركية لكن هذه الأخيرة أكدت أنها معنية بتقديم مساعدات عسكرية إلى السعودية بهدف تعزيز قدرة سلاحها الجوي في مقابل إيران، ونقل رسالة رادعة إلى السلطة الإيرانية.

وشدد المصدر الأمني الإسرائيلي على أن هذه الطائرات المقاتلة المتطورة التي يُراد لها أن تكون موجهة ضد إيران يمكن أن تصبح في نهاية المطاف موجهة أيضاً ضد إسرائيل.

وعلمت صحيفة "هآرتس" أن ثمة مخاوف كثيرة تساور المؤسسة الأمنية في إسرائيل من هذه الصفقة، في مقدمها احتمال إقدام طيار سعودي على عملية انتحارية جوية انفرادية ضدها وذلك تحت وطأة التأثر بالدعاية الكبيرة التي يمارسها تنظيم القاعدة في المملكة، وخصوصاً أنه كان هناك في السابق اتفاق بين الأميركيين والسعوديين يقضي بعدم مرابطة طائرات مقاتلة في قاعدة تبوك الجوية السعودية القريبة نسبياً من مدينة إيلات [جنوب إسرائيل] لكن السعوديين نقضوا هذا الاتفاق وسمحوا بين الفينة والأخرى لأسراب طائرات من طراز إف 15 بأن ترابط في هذه القاعدة، فضلاً عن مرابطة طائرات مقاتلة متطورة أخرى من صنع أوروبا فيها.