· قال وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان [رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"] في مقابلة خاصة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" أجرتها معه ظهر أول أمس (الأربعاء) في مكتبه الخاص في الكنيست، إن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين يستند إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل لن يتحقق إلا بعد تعزيز قوة الطبقة الوسطى في المناطق [المحتلة]، وأكد أنه يؤيد فكرة الدولتين لأنه كتب على الشعبين [الإسرائيلي والفلسطيني] أن يعيشا جنباً إلى جنب في بقعة الأرض نفسها، لكنه شدد على أن إسرائيل لن تسلم بأن يبقى الواقع القائم في قطاع غزة شبيهاً بالواقع القائم في جنوب لبنان.
· واعترف ليبرمان بأن استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يساعد إسرائيل كثيراً في شرح مواقفها، لكنه أكد أن [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس غير راغب في استئنافها، ولن يخضع للضغوط التي تُمارس عليه من أجل ذلك.
· وكرر وزير الخارجية دعوته إلى ضرورة أن يشمل أي اتفاق مع الفلسطينيين تبادلاً للسكان والأرض بما يؤدي إلى نقل مئات الألوف من عرب إسرائيل، وخصوصاً من منطقة المثلث، إلى المناطق التي ستكون خاضعة لسيادة الدولة الفلسطينية التي ستُقام، مؤكداً أنه يجب اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن في الوقت الحالي، وأن أي اتفاق بشأن المسألة الفلسطينية لا يأخذ في الحسبان مستقبل عرب إسرائيل سيكون بمثابة انتحار جماعي بالنسبة إلى إسرائيل.
· واعتبر أن التقرير السري الذي كتبه دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي بشأن الأوضاع التي يعاني منها عرب إسرائيل يشوّه الواقع، لأن هؤلاء العرب يعيشون في ظل أوضاع اقتصادية - اجتماعية جيدة، ويحظون بحرية التعبير عن آرائهم إزاء شتى الموضوعات. وانتقد عدم توجه الذين كتبوا هذا التقرير إلى وزارات الحكومة للحصول على معطيات حقيقية في هذا الخصوص، وإقدامهم على كتابته من دون معرفة الحكومة الإسرائيلية.
· وشدد ليبرمان على أنه في حال استمرار أوروبا في كتابة تقارير تتعلق بإسرائيل، فإن هذه الأخيرة ستبادر إلى كتابة تقارير بشأن أوضاع الأقليات في عدة دول أوروبية ومقارنتها بأوضاع الأقليات في إسرائيل، وعندها سيتبين أن أوضاع الأقليات في أوروبا سيئة للغاية.
· وأشار إلى أنه غير نادم على الهجوم الحاد الذي شنّه البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبوع الفائت على الدول الأربع التي تمثل أوروبا في مجلس الأمن في الدورة الحالية، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، بسبب إصدار مندوبيها في هذا المجلس بياناً شجبوا فيه استمرار أعمال البناء في المستوطنات في المناطق [المحتلة]، وأعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين وأملاكهم ومقدساتهم في إطار عمليات "جباية الثمن"، ومع ذلك فإن وزير الخارجية الذي يسكن في مستوطنة نوكديـم [في الضفة الغربية] شجب عمليات "جباية الثمن" وأكد أن الذين ينفذونها هم أعداؤه من الناحية الأيديولوجية شأنهم شأن نشيطي حركة "السلام الآن". وأضاف أن دولة إسرائيل لا يمكنها أن تتخلى عن مسؤوليتها إزاء المستوطنين في المناطق [المحتلة] بما في ذلك مسؤوليتها عن إيجاد حل لمشكلة البؤر الاستيطانية غير القانونية يرضي المستوطنين.
· وقدّر ليبرمان أن يتم الحفاظ على اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، لأنه ينطوي على مصالح إستراتيجية تخدم الدولتين، وتخدم جميع القوى الفاعلة في الساحة السياسية المصرية. وقال إنه يجب الانتظار ريثمـا تستقر أوضاع المؤسسة السياسية في مصر، وتُشكل فيها حكومة ثابتة، وبعد ذلك يمكن إجراء حوار معها. ولمّح إلى أن إسرائيل تشكل جزءاً من دائرة المشاورات الدولية الجارية في الآونة الأخيرة والرامية إلى ضمان عدم وصول الأسلحة والوسائل القتالية الكيماوية والبيولوجية الموجودة في حيازة نظام بشار الأسد في سورية إلى يد عناصر متطرفة.
وتطرّق وزير الخارجية إلى ظاهرة إقصاء النساء عن حيز الحياة العامة فقال إنها ظاهرة بربرية ولا يمكن تحملها، وإنه حان الوقت لتغيير طريقة توزيع مخصصات الميزانية العامة بين العلمانيين والمتدينين، مشيراً إلى أنه ينوي أن يستكمل في الكنيست سن قانون خاص ينص على إلغاء المجالس الدينية اليهودية التي أصبحت مجرد أداة لابتزاز أموال من الدولة لمصلحة اليهود الحريديم.