هل ستشارك إسرائيل في هجوم أميركي محتمل على إيران؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      على ما يبدو ستكون سنة 2012 سنة الحرب ضد إيران، فالكلام الصادر عن وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، لا يقبل التأويل. ففي تقديره أن إيران باتت قادرة على تصنيع القنبلة النووية خلال عام أو أقل، الأمر الذي تعتبره الولايات المتحدة خطاً أحمر، وهي ستعمل على كبح إيران بكل الوسائل الممكنة، بحسب بانيتا. وأيضاً، فإن كلام رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال مارتين ديمبسي، لا يقبل التأويل، إذ قال "أظن أن إيران لا تدرك مدى إصرارنا، وأي تقدير غير متوازن من جهتها سيدفعنا إلى المواجهة التي ستشكل مأساة للمنطقة وللعالم كله." ولمّح الجنرال ديمبسي إلى أن الولايات المتحدة بصدد الاستعداد لمثل هذه المواجهة. وحتى دنيس روس قال للمرة الأولى إن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة ضد إيران إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.

·      ثمة سؤال يطرح هنا وهو التالي: هل أن التغير في الموقف الأميركي مرتبط باللقاء الأخير بين إيهود باراك وأوباما؟ قد يكون هذا ممكناً، لكن ليس هذا هو السؤال الصحيح، فالسؤال المهم هو: في حال لم ترتدع إيران، وقامت الولايات المتحدة بمهاجمتها، فهل ستشارك إسرائيل في الهجوم؟

·      سبق واختبرنا حربين في الخليج [حرب الخليج الأولى سنة 1991، والثانية سنة 2003]، لكن لم يكن لنا أي دور فيهما مطلقاً. وهذا ما يجب أن تكون عليه السياسة الإسرائيلية في حرب الخليج الثالثة سنة 2012، أي الوقوف على الحياد. ففي حال هوجمت إسرائيل من جانب حزب الله أو أطراف أخرى مجاورة لها عليها أن ترد، طبعاً، لكن ينبغي ألاّ تنجر نحو مواجهة طويلة المدى.

·      إن وقوف إسرائيل على الحياد سيقلل من الأخطار التي ستتعرض لها، وسيسهل على الولايات المتحدة الحصول على الدعم الدولي لعمليتها العسكرية، وسيسمح لإسرائيل بتوفير مبالغ باهظة ووضعها في خدمة  الحاجات الاجتماعية، والدفاع عن الجبهة الخلفية المهملة.

·      فيما يتعلق بالجبهة الأميركية، يبدو أن الموقف الأميركي الأخير هو نتيجة اعتبارات موضوعية وحسابات انتخابية، إذ يعتقد الرئيس أوباما، بعد خسارته أعداداً كبيرة من أصوات اليهود والمال اليهودي، أن الهجوم الأميركي على إيران سيعيد إليه ما خسره.

ومن سخرية القدر أن أوباما، الحائز على جائزة نوبل للسلام، هو الذي سيخوض ضد إيران حرباً ستكون مصيرية بالنسبة إليه. وليس هذا مفاجئاً، إذ من الصعب أن نسجل لأوباما إنجازات في مجال السلام، ولا سيما أن اهم إنجازاته الخارجية هي عسكرية تحديداً، مثل اغتيال زعماء القاعدة وعلى رأسهم  أسامة بن لادن، والتدخل العسكري في ليبيا الذي أدى إلى سقوط معمر القذافي ونظامه.