· في حديث خاص مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" في نهاية الأسبوع الفائت، قال مورت تسوكرمان وهو أحد كبار الأثرياء اليهود في الولايات المتحدة إن الرئيس الأميركي باراك أوباما مناهض لإسرائيل. ويمكن القول إن تسوكرمان عبر على الملأ عما يهمس به في الخفاء كثيرون من الأثرياء اليهود الأميركيين الذين يرون أن أوباما يخدم المصالح العربية والفلسطينية.
· من ناحية أخرى، فإن زعماء اليسار الليبرالي في الولايات المتحدة ينتقدون أوباما لأنه "خضع لبنيامين نتنياهو" على حد قولهم، وخصوصاً لدى إقدامه على سد الطريق أمام مبادرة السلطة الفلسطينية الرامية إلى الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، يؤكد هؤلاء أنه منذ عشرات الأعوام لم يكن في الولايات المتحدة رئيس مؤيد لإسرائيل مثل أوباما.
· ولا شك في أن هذا الجدل بشأن أوباما وجوهر علاقته بكل من إسرائيل والعرب سيؤثر في القرار الحاسم القريب الذي من المتوقع أن يتخذه إزاء البرنامج النووي الإيراني. وقد بات من الواضح أن الموضوع الإيراني أصبح في صدارة جدول أعمال الرئيس الأميركي لعدة أسباب، في مقدمها تراكم معلومات استخباراتية ذات صدقية تثبت أن إيران ماضية قدماً في تطبيق برنامجها النووي العسكري، فضلاً عن ازدياد ضلوعها في آخر الأحداث التي يشهدها العالم العربي [الثورات الشعبية].
· في موازاة ذلك، ثمة اعتقاد شائع في الولايات المتحدة فحواه أن شن هجوم عسكري أميركي على إيران في الوقت الحالي لن يجرّ موجة عداء وكراهية للأميركيين في الشرق الأوسط كما كانت الحال عليه قبل الثورات العربية. وهناك محللون أميركيون يعتقدون أنه في حال شن هجوم عسكري كهذا فإن الرد الإيراني سيكون منضبطاً، وأن إسرائيل التي لن تكون شريكة في الهجوم لن تتعرض لإطلاق صواريخ من جانب حزب الله، ذلك بأنها، من جهة، ليست جزءاً من هذا الهجوم، ومن جهة أخرى لأن لدى حزب الله أسباباً خاصة به تجعله يحجم عن إطلاق الصواريخ عليها.
يبقى السؤال المطروح هو التالي: هل سيؤيد أوباما شن هجوم عسكري على إيران؟ إن ما يمكن اعتقاده هو أنه في حال استمرار الإيرانيين في الاستخفاف بتحذيراته فإنه سيصدر أوامر تقضي بمنع إيران بالقوة من التحول إلى دولة نووية عظمى. وهذا ما أكدته لي أخيراً شخصية أميركية رفيعة المستوى مقربة من أوباما ومطلعة على كيفية تفكيره. وأضافت هذه الشخصية أن أوباما سبق أن تعهد لإسرائيل والشرق الأوسط بمنع إيران من التحول إلى دولة نووية وسيفي بتعهده هذا.