· يستند استقرار الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى عدد من العناصر منها: صورة رئيس الحكومة وسط الجمهور؛ عدد المقاعد التي قد تحصل عليها الأحزاب الكبرى كما تظهرها استطلاعات الرأي؛ مصالح الأحزاب التي يتألف منها الائتلاف الحكومي.
· لقد نجح اقتراح رئيس الحكومة تقديم موعد الانتخابات الداخلية في الليكود في إيقاظ جهاز حزب كاديما، الذي عمد أيضاً إلى تقديم موعد الانتخابات الداخلية في الحزب. وعلى الرغم من تصريحات زعيمته تسيبي ليفني بعدم الحاجة إلى ذلك، فإنه ليس في استطاعتها أن تتجاهل مطالبة قادة حزبها بذلك. وستسمح الانتخابات الداخلية في حزب المعارضة بتوحيد مواقف أعضائه بشأن رئيس للحزب متفق عليه، والتخفيف من درجة التوتر بين أنصار ليفني وموفاز وديختر وشطريت.
· من جهة أخرى، فقد تبين لي من الأحاديث التي أجريتها مع أعضاء أساسيين في حزب الليكود أن هناك انقساماً في الآراء بشأن تقديم موعد الانتخابات الداخلية، وذلك على الرغم من تفضيل نتنياهو الاحتفاظ بحقه في تحديد موعد الانتخابات العامة، والانتخابات الداخلية في حزب الليكود.
· وبحسب آراء بعض المعلقين، فإن استطلاعات الرأي التي تتوقع حصول حزب السلطة، الليكود، على 33 مقعداً، وتراجع حزب كاديما إلى 16 مقعداً، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها إسرائيل في موضوعي إيران والاقتصاد، من شأنها أن تؤثر في نتنياهو وتدفعه إلى تقديم موعد الانتخابات والخروج منها بتفويض واضح وقاطع بإدارة شؤون الدولة وفقاً لرؤيته للأمور. ويقال إن رئيس الحكومة بحث واستشار عدداً من أصحاب الرأي في شأن تقديم موعد الانتخابات، كما التقى رؤساء الكتل التي يتألف منها الائتلاف الحكومي الذين بلّغوه أن لا مصلحة لهم الآن في تقديم موعد الانتخابات.
· علاوة على ذلك، فإن على نتنياهو أن يأخذ بعين الاعتبار عاملين أساسيين سيؤثران في الخريطة السياسية المستقبلية هما: يئير لبيد [ابن عضو الكنيست الراحل طومي لبيد، الزعيم السابق لحركة شينوي] وأرييه درعي [الزعيم السابق لحزب شاس، الخارج من السجن]، فانضمام الاثنين إلى الحياة السياسية قد يؤدي إلى قيام ائتلاف مختلف تماماً عن الحالي.
فإذا كان هذا هو واقع الحال اليوم، لماذا يرغب نتنياهو في تقديم موعد الانتخابات في وقت لديه حكومة مستقرة، وشعبية كبيرة وسط الجمهور؟ في تقديري أن تقديم موعد الانتخابات أمر مستبعد، وستصمد الحكومة الحالية مدة عام ونصف العام شرط عدم حدوث أي طارئ يؤدي إلى قلب الأوراق رأساً على عقب، وهو أمر وارد الحدوث في الشرق الأوسط غير المستقر الذي نعيش فيه.