خطيئة الاستعلاء الإسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن نقطة انطلاق المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين فلن يكون في الإمكان التوصل إلى نقطة التقاء. وفقاً لرئيس الحكومة، إيهود أولمرت، وكذلك لوزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، فإن النزاع [الإسرائيلي - الفلسطيني] بدأ في حزيران/ يونيو 1967. أما [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس (أبو مازن) فقد بدأ المفاوضات مع أولمرت من النقطة، التي أصرّ ياسر عرفات عليها خلال مفاوضاته مع [رئيس الحكومة الأسبق] إيهود باراك، وفحواها أن نقطة الانطلاق هي "النكبة"، أي طرد الفلسطينيين من أرضهم خلال سنتي 1947 ـ 1948.

·       علاوة على ذلك، فإن إسرائيل هي التي أوجدت مصطلح "الكتل الاستيطانية"، وضخمت هذه الكتل إلى أبعاد كبيرة، رغماً عن أنف الأسرة الدولية. والآن تطالب إسرائيل الفلسطينيين بأن يتنازلوا عن أراضيهم، وبأن يوافقوا على أن تقطع الكتل الاستيطانية أوصال دولتهم الصغيرة.

·       في الوقت نفسه فإن المحادثات بشأن القدس تسير في خطين متوازيين، يبدو أنهما لن يلتقيا في نقطة محددة. وعلى الرغم من ذلك فإن أولمرت يتوقع أن يبدي الجميع، بمن فيهم الفلسطينيون، تأثره بالقفزة الكبيرة التي أقدم عليها، من كونه من معسكر اليمين [الليكود] إلى استعداده للتنازل عن معظم أراضي "يهودا والسامرة" [الضفة الغربية]. إن أولمرت يعيد اقتراف خطيئتي الاستعلاء وعدم التعاطف الوجداني مع حاجات الشعب الجار، وهما خطيئتان أدتا إلى فشل باراك وإلى كارثة أيلول الأسود في سنة 2000.