قائد الفيلق الشمالي يشن انتقاداً حاداً ضد جهوزية الجيش الإسرائيلي للحرب المقبلة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

هاجم اللواء احتياط موشيه عفري ـ سوكينيك، الذي استقال في مطلع العام الجاري من منصب قائد الفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، خطط التدريبات في الجيش. ويرى سوكينيك أن التدريبات غير كافية لمواجهة التحديات المتوقعة، إذ أكد "إننا لا نتدرب بما فيه الكفاية". وكان سوكينيك أدار أحد التحقيقات العسكرية المهمة بشأن حرب لبنان الثانية، وعاد إلى الجيش عقب الحرب لعام تقريباً كي يعيد إنشاء الفيلق ـ المرتبة القيادية ما بين قيادة المنطقة والفرقة.



وقد تولى سوكينيك منصب قائد القوات البرية في مطلع العقد الحالي. وبعد حرب لبنان ترأس فريقاً كان كلف التحقيق في أداء الفرقة 162، التي حاربت في القطاع الشرقي من لبنان (في معركة السلوقي، من جملة معارك أخرى).  وطُلب منه العودة إلى الخدمة قائداً للفيلق الشمالي، لكنه استقال في كانون الثاني / يناير، وذلك لأسباب منها الاحتجاج على عدم كفاية الوسائل والأموال المخصصة لتدريب القوات البرية. وقد تحدث أمس أمام مؤتمر عقد في رامات إفعال عن المعركة البرية في حرب لبنان الثانية. وهذا أول حديث علني له منذ توليه التحقيق بشأن الحرب واستقالته من قيادة الفيلق.



واعترف سوكينيك بأنه تم بذل جهود كبيرة لاستعادة كفاءة القوات البرية عقب الحرب، لكنه اعتبرها غير كافية. وقال إنه ينتقي كلماته بحذر لأنه لا يريد أن يكون كلامه "سيفاً ذا حدين"، وأضاف: "ساعدتُ بأقصى ما أستطيع لاستعادة الخبرة. واستغرق الأمر وقتاً حتى تعافى الجيش الإسرائيلي من جروح الحرب... واليوم يتحدثون مجدداً عن خفض ميزانية الدفاع. وأسهل الأمور هو الاقتطاع من ميزانية التدريبات، لأن الأموال الضخمة موجودة هناك، والنتيجة: لن يكون هناك كفاءة، مجدداً، في العام المقبل، بعد الخفض".



وتُعتبر أقوال سوكينيك هذه شاذة إذا أخذنا الخط الرسمي للمؤسسة الأمنية خلال العامين الفائتين بعين الاعتبار. فقد ازداد حجم التدريبات في الآونة الأخيرة بدرجة مهمة مقارنة بحجمها خلال الأعوام الستة التي تقع بين نشوب الانتفاضة وحرب لبنان (2000 ـ 2006). وخلال العام الجاري كان معدل التدريبات التي أجرتها كتائب القوات البرية أربعة أشهر، أي أربعة أضعاف معدلها خلال الفترة السابقة.



غير أن الثغرات المهنية التي نشأت خلال الأعوام السابقة لم تغلق بعد، وهناك ضباط يزعمون أن كثرة التدريبات لا تعكس تعمقاً كافياً في المضامين. وادعى سوكينيك أن "الجيش الإسرائيلي أصابه الصدأ" خلال السنوات السابقة للحرب، كما عزا إخفاقات الحرب أساساً إلى أداء المستويات العليا والبلبلة التي سادت طبيعة المهمات. فالجنود في الميدان شاهدوا التصريحات في وسائل الإعلام وفي الكنيست، والتي كانت تؤكد أنه لن يكون هناك عملية برية. وأضاف: أقول بشكل مسؤول أن 70% ـ 80% من المسؤولية عن نتيجة الحرب تقع على عاتق القيادة وهيئة الأركان العامة، مشيراً إلى أن الثغرات في الكفاءة مسؤولة عن 10% ـ 15% فقط من النتيجة النهائية.



ووصف سوكينيك نتيجة الحرب بأنها "مخجلة"، وقال إنه وافق على القيام بتحقيق في شأن أداء الفرقة 162 لأنه أراد أن يفهم "ماذا حدث للزمرة الأكثر كفاءة؟ لماذا تصرفت على هذا النحو؟ إنها تضم أفضل الأشخاص الموجودين لدينا".