· لا شك في أن سياسة الولايات المتحدة، في كل ما يتعلق بإسرائيل، تميزت على الدوام بالاحترام وضبط النفس، لكن عندما يتجاوز قادة إسرائيل "الخطوط الحُمر" تنقلب الأمور رأساً على عقب. وفي حال حدوث ذلك فإن واشنطن تقوم، في أفضل الحالات، بإبداء ملاحظة أو توبيخ أو تقديم طلب معين. غير أنها في أسوأ الحالات تعيد تذكيرنا كيف أن العالم أجمع سبق أن تحرك من أجل القضاء على نظام الفصل العنصري [الأبارتهايد] في جنوب إفريقيا.
· بناء على ذلك فإن التصريحات التي صدرت، مؤخراً، عن مقربين من [رئيس الليكود] بنيامين نتنياهو وعن [رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"] أفيغدور ليبرمان وأعوانه، والتي تنطوي على استخفاف بالولايات المتحدة، تعتبر، في أفضل الحالات، غير حذرة، وفي أسوئها، حبلى بالكوارث. ويعرف الجميع عندنا أنه في حال قيام الأميركيين بقلب ظهر المجنّ لنا، فإن ذلك سيفضي بنا إلى حال لا يعود لدينا فيه، في غضون وقت قصير، لا خبز للطعام، ولا قطع غيار لسلاح الجو الذي يعد أساس قوتنا وتفوقنا العسكري.
· ما كنت لأورد هذه الملاحظات لولا وصول إشارات أولى من إدارة الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، تؤكد أن إسرائيل لم تعد الابن المدلل الوحيد لدى واشنطن. إن هذه الإشارات، علاوة على نية إجراء حوار مع إيران، هي من العلامات الفارقة لمقاربة الإدارة الأميركية الحالية، ويجدر بالمسؤولين الإسرائيليين أن يدرسوها بصورة جيدة.