على إسرائيل أن تضع حداً للتناقض بين أقوالها وأفعالها بشأن الاحتلال
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يؤكد ما كشفته صحيفة "هآرتس" أمس، بشأن قيام الحكومة الإسرائيلية بأعمال بنى تحتية من أجل إقامة 3500 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "مِفَسيرِت تسيون"، النيات الحقيقية لهذه الحكومة المنتهية ولايتها. وقد تبين أن إسرائيل صرفت، خلال العامين الفائتين، مبالغ هائلة في أعمال البنى التحتية لتهيئة بناء حي جديد في منطقة إي - 1، الواقعة بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس.

·      يدور الحديث على منطقة تعارض الولايات المتحدة البناء فيها منذ نحو عشرة أعوام. لكن ما يقلق في هذا الشأن، علاوة على الضرر الذي يلحق بالمصلحة الأميركية، هو ذلك التناقض الخطر بين الأهداف المعلنة للحكومة وبين أفعالها الميدانية. ولعل أكثر ما تدل عليه أعمال البناء في "مِفَسيرِت تسيون"، هو أن الحكومة الحالية كانت تعمل في تكريس الاحتلال في الوقت الذي تحدثت فيه عن حل النزاع.

·      كما يتبين الآن أن المفاوضات التي أجراها رئيس الحكومة إيهود أولمرت، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، والتي أجرتها وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، مع [رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض] أحمد قريع، لم تكن تهدف إلى دفع تسوية سياسية قدماً، وإنما كانت مجرد خديعة لا أكثر.

·      لا يجوز الحديث عن حل الدولتين بينما تستمر، ميدانياً، الممارسات كلها التي من شأنها أن تحبط أي احتمال لتحقيقه. لا يجوز الحديث عن إنهاء الاحتلال وفي الوقت نفسه بناء المزيد من الشوارع الاحتلالية الالتفافية. يجب وضع حد للتناقض بين الأقوال والأفعال، وذلك قبل أن تتدخل الإدارة الأميركية الجديدة في صلب الموضوع.