عملية "الرصاص المسبوك" انطوت على نتائج سياسية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      على الرغم من أعوام النزاع الطويلة والحروب والعمليات العسكرية التي لا تحصى، فإننا لم نتعلم بعد أن مقاييسنا لـ "الانتصار" و"الردع" تختلف كلياً عمّا هو متبع لدى الخصم. فحرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، وعلى الرغم من التفاوت الهائل في الخسائر والدمار لدى كل من إسرائيل ولبنان، اعتُبرت في الوعي العربي العام بمثابة انتصار بطولي على الجيش الأقوى في الشرق الأوسط. كما أن عملية "الرصاص المسبوك" تحظى بمكانة مرموقة في الروح الفلسطينية المقاتلة.

·      صحيح أنه لا يوجد شخص [عربي] واحد يتوقع أن يكون في إمكان "حماس" أو حزب الله أن الانتصار على الجيش الإسرائيلي في ساحة الحرب، لكن في الوقت نفسه، فإنه ليس هناك أي فرصة في أن يتمكن حارس السجن الذي يضم 1,5 مليون نسمة من سكان القطاع أن يحقق انتصاراً عليهم بواسطة وسائل عسكرية. ولا شك أيضاً في أن الحصار على غزة يعزز مكانة "حماس".

·      إن التعهد بتقويض "حماس" بوسائل عسكرية، شبيه بالتعهد بعقد "سلام اقتصادي" مع الفلسطينيين الذين نخوض معهم نزاعاً سياسياً، ليس عسكرياً ولا اقتصادياً. إن "حماس" ليست "منظمة إرهابية" وإنما حركة سياسية فازت في انتخابات عامة جرت بمباركة الأسرة الدولية، وبإذن من الحكومة الإسرائيلية. وفي هذه الحالة لا يجوز التعامل معها إلا وفق القاعدة المعروفة للمنظّر العسكري كارل فون كلاوزفيتش، وفحواها أن "السياسة هي استمرار للحرب، لكن بوسائل أخرى".

·      إن عملية "الرصاص المسبوك" انطوت على نتائج سياسية معاكسة للهدف الاستراتيجي الذي تتطلع وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، إليه، وهو الدولة اليهودية والديمقراطية، سواء أعجبها هذا الأمر أو لم يعجبها. إن عقد اتفاق تهدئة طويلة الأمد، شرط أن يكون مقروناً بسياق سياسي حقيقي، هو فقط القادر على أن يسحب من تحت قدمَي "حماس" التأييد الشعبي الذي تحظى به.