انتصار اليمين في الانتخابات الإسرائيلية العامة أصبح حتمياً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يبدو أن انتصار اليمين في الانتخابات الإسرائيلية العامة [في 10 شباط/ فبراير 2009] أصبح حتمياً. وربما تكون الحكومة الإسرائيلية المقبلة مؤلفة من أحزاب الليكود و "شاس" و "إسرائيل بيتنا"، أو من أحزاب الليكود والعمل وكاديما، لكن بغض النظر عن ذلك، فمن الواضح أن جدول الأعمال السياسي الحالي، والذي فحواه تقسيم البلد، سيخلي مكانه لمصلحة جدول أعمال الأمن القومي.

·      لا أعتقد أن الواقع الإسرائيلي هو الذي يحتم انتصار اليمين. كما أن هذا الانتصار غير ناجم من كون الجمهور الإسرائيلي العريض أصبح يحب المستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] من جديد. فلا يزال هذا الجمهور، في معظمه، واقعياً وبراغماتياً، ويدرك أن الاحتلال عديم الفائدة، ولذا فإنه يبحث عن طريق لإنهائه، كما يدرك أن حلم "أرض إسرائيل الكبرى" قد انتهى، غير أنه يخشى قيام دولة "حماس" على مشارف تل أبيب.

·      إن السبب الحقيقي الكامن وراء إمكان قيام إسرائيليين كثيرين بالتصويت لليمين، في الانتخابات المقبلة، هو خيبة أملهم الكبيرة من الوسط. فعندما أسس [رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق] أريئيل شارون حزب كاديما، كان قصده أن يعرض على الجمهور الإسرائيلي العريض طريقاً ثالثة. وقد عمل بهدي مبدأين بسيطين: الأول ـ رفض الواقع القائم، والثاني ـ رفض الاتفاق الدائم. وتمثل البديل العملي الذي تبناه شارون في عملية سياسية طويلة المدى تمنح إسرائيل حداً أقصى من الأمن، وحداً أدنى من الاحتلال. وبكلمات أخرى: حدود. وقد خانت كاديما مبادئ شارون كلها، ولذا لم تعد بديلاً حقيقياً لليمين.