المحادثات غير المباشرة أشبه بالعودة إلى نقطة الصفـر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       أخيراً تم العثور على السلّم الذي يمكنه إنزال [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس عن الشجرة العالية، إذ إن لجنة المتابعة في الجامعة العربية منحته الموافقة على إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تستمر أربعة أشهر، كحدّ أقصى، ثم يجري الانتقال منها إلى مفاوضات مباشرة، فقط في حال قيام إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات بصورة مطلقة.

·       ومن المنطقي الافتراض أن مصير هذه المحادثات غير المباشرة سيكون الفشل، حتى بعد انقضاء المهلة المخصصة لها، أي في تموز/ يوليو المقبل، لكن عندها لن يتبقى إلاّ شهران فقط لانتهاء فترة قرار الحكومة الإسرائيلية القاضي بتجميد البناء في المستوطنات، ونعود بعدهما إلى البناء والاستيطان بالجملـة.

·       إن المحادثات غير المباشرة وسيلة جيدة، لكن فقط عندما يدور الحديث على عدو يجب الاتفاق معه، مسبقاً، على شروط المفاوضات، كما حدث في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية، أو في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس". أمّا بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية، فإن هناك اعترافاً متبادلاً بينها وبين إسرائيل منذ نحو سبعة عشر عاماً، وهناك تعاون أمني وتفاهمات بشأن الحاجات المتبادلة، فضلاً عن مجموعة من الاتفاقات الموقّعة. وبناء على هذا، فإن المحادثات غير المباشرة معها هي أشبه بالعودة إلى نقطة الصفـر.

·       ومع ذلك، فإن النقطة المشجعة الوحيدة في هذه المحادثـات غير المباشرة، كامنة في تحوّل الوسيط الأميركي إلى جزء من الثمن المترتب عليها، ذلك بأنه في نهاية الأمر هو الذي سيقرر هوية الجانب الذي سيلقى على عاتقه مسؤولية فشل هذه المحادثات. ولعل هذا هو السيف الوحيد الذي يمكن أن يشكل تهديداً لكل من إسرائيل والفلسطينيين.

 

·       في الوقت نفسه، فإنه لدى النظر إلى مدى الالتزام الأميركي إزاء حل النزاع، كما تبدّى حتى الآن، فإن أحداً لا يمكنه أن يحبس أنفاسه، وآخر إثبات على ذلك هو سرعة الإدارة الأميركية الحالية في تليين موقفها الحازم إزاء تجميد الاستيطان الإسرائيلي.