· إن صيغة المحادثات غير المباشرة مثيرة للسخرية عندما يدور الحديث على الإسرائيليين والفلسطينيين، ذلك بأن محادثات كهذه تكون مفيدة عندما تجري بين جانبين بعيدين.
· ومع ذلك، فإن [المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط] جورج ميتشل أكد أن الهدف المعلن لهذه المحادثات هو التوصل إلى اتفاق بشأن السلام والتسوية الدائمة، يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل.
· من ناحية أخرى، فإن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يبدأ اليوم زيارة لإسرائيل، قال في مقابلة خاصة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت اليوم، أنه والرئيس باراك أوباما يعتقدان أنه يمكن جسر الفجوات بين الجانبين وإيجاد حل للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، مرة واحدة وإلى الأبد. لكن يبدو أن بايدن هو شخص متفائل للغاية.
· قبل بضعة أيام كشف معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، إيهود يعاري، عن تفصيلات خطة لتسوية الصراع قام بإعدادها في "معهد أبحاث السياسات" في واشنطن، بعنوان "هدنة الآن- تسوية موقتة لإسرائيل وفلسطين". إن نقطة الافتراض الرئيسية لدى يعاري هي أن الفلسطينيين لا يرغبون في إقامة دولة فعلاً، وخصوصاً إذا كان ذلك مرهوناً بالموافقة على تقسيم البلد، ولذا، يتعين على إسرائيل أن تفرض عليهم إقامة الدولة في إطار تسوية موقتـة.
· وأعتقد أن هذه الفرضية صحيحة، ذلك بأن [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس وزملاءه في قيادة "فتح" يفتقرون إلى عنصرين ضروريين من أجل إقامة الدولة الفلسطينية: الأول، الاستعداد لفرض حلول وسط مؤلمة؛ الثاني، القدرة على تحمل عبء المسؤولية الناجم عن إدارة شؤون الدولة بصورة يومية. إن الشخص الوحيد، الذي يعمل في هذا الاتجاه، لدى القيادة الفلسطينية الحالية، هو [رئيس الوزراء] سلام فياض، وليس من قبيل المصادفة أنه ليس عضواً في "فتح".
· غير أنه لا بُد من القول إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا يرغب أيضاً في قيام دولة فلسطينية. صحيح أنه على استعداد لتأييد الفكرة لأسباب دعائية، إلا إنه غير مستعد لدفع الثمن المطلوب من أجل قيامها.